الشيخ وصفي المسدي

العلامة المعمَّر الرباني المربي الشيخ وصفي المسدي الحمصي

 

بقلم تلميذه : مجد مكي
هو العالم الفاضل العامل المربي الواعظ المرشد الفقيه المفسِّر الشيخ وصفي بن الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الجليل المسدي الحمصي الحنفي.
ولادته ونشأته:
وُلِد شيخنا العلامة الجليل وصفي بمدينة حمص في سورية، عشية يوم الجمعة بعد العصر في الثاني والعشرين من شوال عام 1335 هـ الموافق لسنة (1917م) لأب من العلماء، وأمّ من آل الجندي العباسيين، وهي السيدة الفاضلة رئيفة الجندي ونشأ عند والده الشيخ المرشد المربي أحمد المسدي المتوفى سنة (1354هـ =1935م) عن 88 سنة، فتعلَّم عليه القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وقرأ عليه القرآن، وكان والده صاحب كتَّاب في حمص، وإمام جامع القاسمي ومدرِّسه ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، ودرس فيها مبادئ العلوم لمدة أربع سنوات.
دراسته في المدرسة الإسلامية الوقفيَّة وشيوخُه فيها:
وبعد أن تخرج في المدرسة الابتدائية، انتسب إلى المدرسة الإسلامية الوقفية التابعة لمديرية الأوقاف (الثانوية الشرعية الآن)، والتي كان يديرها العلامة الشيخ محمد زاهد الأتاسي المتوفى سنة (1366هـ =1947م)، وطلب العلم فيها مدَّة ست سنوات، فدرس على: الشيخ محمد زاهد الأتاسي أصول الفقه الحنفي، وقرأ عليه كتاب نور الإيضاح، ومتن القدوري، وكتاب الكامل للمبرد.
وتتلمذ أيضاً على الشيخ محمد الياسين بسمار، كما درس على ابنه الشيخ المعمَّر أبو السعود بسمار، الذي ناب عن والده في دروسه، وأخذ عنه الشيخ وصفي دروس النحو والمنطق والحديث، وتلقى أيضاً على الشيخ أنيس الكلاليب، والشيخ محمد علي عيون السود، والشيخ أحمد صافي المتوفى سنة (1367هـ=1948م) عن 91 عاماً، فقرأ عليه تفسير البيضاوي،   ومتن (الكافية) في النحو، ودرس الخط على الشيخ سليم صافي.
بقية شيوخه:
 كما أنه تتلمذ على شيخ حمص في وقته العلامة الفقيه المحقق الشيخ عبدالقادر الخُجَا، المتوفى سنة (1373هـ=1953م) وصحب الشيخ المرشد الرباني محمد أبوالنصر خلف المتوفى سنة (1368هـ=1948م) عن 76 عاماً، ولازم دروسه ومجالس وانتفع بصحبته.
وتتلمذ أيضاً على الشيخ المعمَّر محمد توفيق الأتاسي المتوفى سنة (1385هـ=1965مم) عن 102عاماً، فقرأ عليه قسماً من حاشية ابن عابدين، وعلى العلامة الشيخ القاضي الشاعر  نجم الدين الأتاسي المتوفى سنة (1352هـ=1933م) عن 74 عاماً، فقرأ عليه كتاب (ملتقى الأبحر)، وعلى الشيخ تقي الدين الأتاسي المتوفى سنة (1360هـ) عن 95 عاماً، والشيخ أبي السعود الأتاسي المتوفى سنة (1364هـ) عن 61 عاماً، والشيخ إبراهيم الأتاسي المتوفى سنة (1359هـ)91 عاماً .
ملازمته مفتي حمص الشيخ محمد طاهر الأتاسي:
وبعد أن تخرج في المدرسة الشرعية عام 1355هـ الموافق 1936م، تزوَّج في نفس العام، وكان عمره آنذاك يناهز التاسعة عشرة، ولازم العلامة الشيخ الفقيه محمد طاهر الأتاسي، مفتي حمص وعالمها الأكبر المتوفى سنة (1359هـ =1940م) عن 83 عاماً، فقرأ عليه كتاب (جمع الجوامع) وكتاب (التوضيح والتلويح)، وكتاب (الحكم العطائية)، وصار مبيِّضاً لفتاويه، وظلَّ معه حتى وفاته.
شيوخه بالإجازة:
أما المشايخ والمحدِّثون الذين أجازوه فمنهم :
1 ــ العلامة المحدِّث المؤرخ الشيخ محمد العربي التبَّاني بن الحسين الحسني الإدريسي المكي المتوفى سنة (1386هـ)عن 71 عاماً ـ رحمه الله تعالى ـ،  وقد أجازه في حجته الأولى في سنة 1369هـ الموافق سنة 1950م، ولقيه الشيخ وصفي في حجته الأولى، وأجازه بكل رواياته ومسموعاته.
2 ـ العلامة المفتي مدرس الحرم الشريف السيد علوي بن عباس المالكي المكي المتوفى سنة (1391هـ) عن 62 عاماً ـ رحمه الله تعالى ـ،
3 ــ العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد يوسف البنوري المتوفى سنة (1397هـ) عن 71 عاماً رحمه الله تعالى، وأجازه في موسم حج عام 1369هـ ..
4 ــ العلامة الفقيه المعمَّر الشيخ عبد المحسن الأسطواني الدمشقي المتوفى سنة (1383هـ) عن 108عاماً رحمه الله تعالى.
5 ــ العلامة المحدث المحقق  الشيخ نُعيم النعيمي الجزائري المتوفى سنة (1393هـ) عن 66 عاماً رحمه الله تعالى، قدم إلى حمص عام 1380 هـ ولازم الشيخ عبد العزيز عيون السود، وقرأ عليه، وتدبح معه في الرواية، وأجاز الشيخ وصفي بحمص في 5 رمضان المبارك 1381هـ.
6 ـ العلامة السيد محمد مكي الكتاني المتوفى سنة (1393هـ) عن 81 عاماً ـ رحمه الله تعالى ـ .
إمامته وتدريسه وخطابته في مسجد القاسمي بحمص:
لما تُوفِّي والده عام 1935م قبيل تخرجه بسنة واحدة، تولى عنه الإمامة والتدريس في مسجد القاسمي بحمص، وكان قد تدرَّب على الإمامة والدرس في حياة والده، فكان يقرأ معه على الطلاب بين العشاءين: (حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح)، و(تفسير الخازن). ثم تولَّى الخطابة بعد ذلك في ذلك المسجد حتى ثُبِّت فيه دون مقابل احتساباً، ذلك أنَّ القانون كان يقتضي ألا يتولى الشيخ أكثر من وظيفتين في آن واحد، وظلَّ الشيخ المسدي خطيباً في المسجد حتى هجرته من حمص إلى الحجاز في 16 صفر من عام 1401.
دروسه :
كان له درس بعد المغرب في مسجد القاسمي يحضره طلبة العلم من الشباب، وله درس بعد العصر لعامَّة الناس،وله درس في بيته يوم الاثنين، ودرس أسبوعي يوم الجمعة بعد العصر في الجامع الكبير، ودرس كل يوم بعد صلاة الظهر في جامع الدالاتي .
ومما قرأه على الطلاب: تفسير الخازن، وتفسير الجلالين، وكتاب مراقي الفلاح، وحاشية الطحطاوي، وكتاب شرعة الإسلام في الفقه، وكتاب الأنوار المحمدية مختصر المواهب اللدنية للشيخ يوسف النبهاني.
تدريسه في المعهد الشرعي وإدارته له:
كما عُهِد إلى الشيخ وصفي التدريس في المعهد الشرعي بعد تأسيسه بحمص عام 1365هـ الموافق 1946م، وتولى إدارته عام 1947م بضع سنين، وكان مثالاً للحزم والصرامة الشديدة، وانقطع عن التدريس فيه لمدة خمس سنوات، ثم عاد إلى التدريس فيه تلبية لإلحاح رفيقه وزميله في الطلب الشيخ محمد الطيب الأتاسي المتوفى عام (1404هـ ) عن 77 عاماً. فواصل عطائه العلمي إلى أن قرر الإقامة في الحجاز عام 1400هـ. ومدة تدريسه في المعهد ثلاث وثلاثون سنة.
مدرس محافظة حمص:
وبالإضافة إلى ذلك أُعطي الشيخ وصفي منصب مدرِّس محافظة في حمص عام 1952م على عهد المفتي توفيق الأتاسي، وكالة عن الشيخ شاكر المصري الذي تُوفِّي ذلك العام، ثم تأصَّل في الوظيفة عام 1957، وبقي فيها حتى عام 1980م.
عنايته بالمساجد وإحياؤه لرسالة المسجد:
وللشيخ وصفي المسدي آثار تربوية واجتماعية في حمص وله أياد بيض في ترميم مسجد سيدنا خالد بن الوليد بحمص، وتجديد المعهد التابع له، كما أنه عمل على تجديد بناء مسجد المعدَّس عام 1977، والذي كان ينوي النصارى ضمَّه إلى كنيستهم، فعمل الشيخ وصفي على هدم الجامع القديم، وبناء مسجد جديد بدلاً منه، وقد سُمِّي الجامع بعد تجديده بمسجد محمد بن مَسْلَمة، وفي عام 1978م كان للشيخ الجليل دور أساسي في تجديد بناء مسجد القاسمي كذلك.
وكان لدروسه وتوجيهه أثرٌ كبيرٌ في شباب الدعوة الإسلامية بحمص، وكان لهم بمثابة الأب الحنون والمعلم الناصح المشفق.
صفاته الخَلقية والخُلقية:
كان الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ جميلاً وسيماً أبيضاً مُشْرباً بحمرة، وكان ربعة بين الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان يتميز بلباسه ومظهره ليكون شامة بين الناس، فلا يظهر بمظهر الزاهدين ولا المتواضعين، وهو من الزاهدين المتواضعين، ولا يعرف ذلك إلا من يخالطه ويجالسه . وكان واعظاً مؤثراً، ومدرساً ناجحاً، ومتحدثاً مؤثراً، ذا شخصية جذابة، ووجه منير، وروح فكهة، وكان مجلسه ـ رحمه الله تعالى ـ يجمع بين ألوان الفوائد علماً ووعظاً وإنشاءاً وقصصاً طريفة وحكايات ذات عبرة .
شخصيته المتميزة ومجالسه العامرة:
وقال تلميذه الوفي حسام الدين السباعي في رثائه لشيخه الجليل وخصائص شخصيته المتميزة ومجالسه العامرة: (شخصية الشيخ وصفي رحمه الله شخصية متميَّزة جداً، وذلك لما حباه الله عزوجل من علم وَهْبي، ولما كساه الله من تاج التُّقى والصفاء والنقاء والوقار، ولما كان من نظر الصالحين من هذه الأمة عليه، وقد ظهرت رعاية الله له منذ طفولته إلى لحظة وفاته .
نضارته وجماله:
 فكنتَ إذا أردت أن تنظر إلى وجه يذكِّرك حاله بالله عزوجل، فلتنظر إلى وجه الشيخ وصفي الذي كان مفعماً بالنضارة والإيمان والبهاء والنور .
تفاؤله واستبشاره:
 وإذا أردت أن تجلس مع إنسان منادمة يذهب عنك هموم الحياة منذ لحظة لقائه الأولى، فكان عليك أن تجالس الشيخ وصفي .
عطفه وحنانه:
 وإذا أردت أن ترى إنسانا يحبه قلبك منذ رؤيته للمرة الأولى، صغيراً كنت أو كبيراً، عالماً أو وزيراً، غنياً أو فقيراً، يشعرك باهتمامه وحنانه وعطفه وسعة صدره، ويبعث النور من إشعاعات قلبه الكبير لتصبَّ في قلبك وجوارحك، فكان عليك أن تجلس في مجلسه العامر.
تواضعه وبساطته:
وإذا أردتَ أن ترى قمَّة التواضع وذوبان الأنا والبساطة مع الأناقة، فلتغص في أعماق قلب الشيخ وصفي لترى ماذا حوى هذا القلب الرقيق من تواضع يندر وبساطة دون تكلُّف، ونكران للذات، وذوبان للشخصية والكيان، يتمثَّل في القرب الدائم،  والخضوع والتوسُّل والانكسار إلى الله عز وجل  بأن يتقبل الله منه أعماله.
خدمته للناس:
وأما خدمته للناس، عرف منهم ومن لم يعرف، فشيئ والله لا تطيقه الجبال الراسيات،   ولو طلب من أحدنا عشر معشار ما طلب من الشيخ وصفي من خدمة للناس وسعي وراء حوائجهم حتى تنتهي وتنقضي دون كلل أو ملل، وحل لمشكلاتهم، حيث كانت تهون في ذلك عليه فيها نفسه، لأغلق باب بيته وغيَّر رقم هاتفه من الساعات الأولى.
كرمه وعطاؤه:
وإذا حدثتكم عن كرمه وعطائه، فقد كان عطاء من لا يخشى الفقر، وكان يعطي ويبذل بذلاً لا يستطيعه كثير من الناس، بَذْل قلبيّ قبل أن يكون حسياً، ويفهم هذا المعنى أرباب القلوب والأحاسيس ، بَذْلٌ يحمل الحب والانكسار والتواضع لله عزَّ وجل، وكان يحب إدخال السرور على القلوب المنكسرة، ويسعى بكلِّ ما يستطيع لجبرْ كسرها.
علمه وحكمته:
ماذا أحدِّثكم أيها الناس، فالوقت والقرطاس والقلم، لا تتَّسع لذكر صفات أمة تجسَّدت في شخصية الشيخ وصفي رحمه الله، فقد كان كلامه الفصل عندما تشكل المسائل الفقهية المستعصية على طلاب العلم، وكانت حكمته تتَّسع لكثير من حكمة العقلاء والفقهاء والحكماء، ففي سعة نظره ورشده شي مستمد من حكم النبوة .
محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأما محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفنائه في هذا الحب فهي منقطعة النظير، وكم وكم من السنوات الطويلة التي أكرمني الله تعالى فيها بخدمته وصحبته الخاصَّة إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قضيت معه الليالي والأيام ورأيت من هذه المحبه العَجَب العُجَاب). انتهى كلام الأخ حسام السباعي.
هجرته إلى الحجاز وأعماله العلمية:
وفي 16 صفر من عام 1401هـ هاجر الشيخ وصفي المسدي إلى الحجاز وسكن في جدة، فدرَّس القرآن في جامعة الملك عبد العزيز مدَّة ست سنوات، وألقى دروساً في السيرة النبوية كذلك على طلاب الجامعة. وتولَّى الخطابة وكالةً في جامع (أبو داود) بحي الجامعة في مدينة جدة ، واستمر خطيباً في المسجد استجابة لطلب صاحبه الوجيه إسماعيل أبو داود لمدة خمس وعشرين سنة ، ولم يتوقف عن الخطابة إلا في أواخر عام 1425هـ.
وكان له في جدة درس أسبوعي في الفقه والتفسير والحديث للحمصيين، ودرس آخر للدمشقيين من طلبة العلم والأطباء، ودرس ثالث للحلبيين يتقدمهم فيه الأخ الكريم الشيخ سلمان بن عبدالفتاح أبو غدة ، والأخ الوفي الحفي بالعلماء الشيخ عبد الرحمن حجار ، والشيخ محمود بريمو ، والأستاذ محمد سعيد منقارة ، فرج الله عنه .
وكان له أيضاً درس عام في رمضان بعد العصر في مسجد أبي داود . وكان بيته مَقْصداً لطلاب العلم ومرجعاً للفتوى، وكانت تربطه صلات علمية مع كثير من علماء الحرمين الشريفين والمقيمين فيهما والوافدين إليهما.
وفاته :
عاد الشيخ إلى حمص بعد غياب طويل عنها، ولقي كلَّ حفاوة وترحيب من علمائها وأهلها، وأقبل علماء سورية من مختلف المحافظات يُسلِّمون عليه ويستفيدون منه . واستمرَّ يتردد بين جُدَّة وحمص، وبقي الشيخ ممتَّعاً بذاكرته وجوارحه يستحضر بكل دقة تفاصيل الحياة العلمية والاجتماعية والسياسية في حمص وبلاد الشام إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى .
توفي بعد أن لازمته الحمى لثلاثة أيام في مدينة حمص فجر يوم الأربعاء 15 رمضان المبارك 1431، الموافق 25/آب/2010 .
وصلي عليه في جامع خالد بن الوليد، ودفن في مقبرة الكثيب، وكانت جنازته حافلة مشهودة.
مجالس العزاء:
 وأقيمت له مجالس العزاء بحمص وجدة وبلدان أخرى.
وأقيم مجلس العزاء بجدة في ساحة واسعة قربَ بيت صهره الدكتور غازي حُبيِّب، وألقيت عشرات الكلمات في مناقب الشيخ ومآثره، من عدد كبير من العلماء، ومحبِّي الشيخ  ـ رحمه الله تعالى ـ .
وفي اليوم الثالث من تعزيته بعد صلاة التراويح من يوم الجمعة 17 رمضان عقدت ندوة كبرى في قاعة أماسي بجدة، حضرها عدد كبير من تلامذة الشيخ وأحبابه، وكان عريف الحفل الدكتور عبد العزيز السباعي، وتكلَّم الشيخ أبو النور كلمة رائعة مؤثِّرة عن فضيلة الشيخ ذكر فيها أن الشيخ المكّي الكتاني رشحه ليكون قائداً للعمل الإسلامي ومرجعاً للعلماء في سورية، ثم تقدم كاتب هذه الأسطر ليلقي كلمة عن فضيلة الشيخ باسم علماء حلب أشاد فيها بمآثر الشيخ وأثره ونفعه، والمبشِّرات الكثيرة له، وأهمية الوراثة العلمية في بلاد الشام، وكانت ـ بفضل الله ـ كلمة موفقة، ثم ألقى الشاعر المبدع الدكتور محمد نجيب المراد قصيدة رائعة في رثاء الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم ألقى الأخ الشيخ عبد الغفار بن فيصل بن عبد الغفار الدروبي قصيدة في رثاء الشيخ، ثم ألقى العالم المربي الشيخ عدنان السقا كلمة مؤثِّرة في رثاء الشيخ ومناقبه ومزاياه، ثم تقدَّم فضيلة الشيخ جمال الدين السيروان وألقى كلمة موفقة تحدَّث فيها عن الشيخ وركَّز فيها عن خصيصة جمعه بين صفتي الجمال والجلال، وعن مقدرته في مجلسه بين الجمع بين الإخبات والخشوع، والضحك والفرح، وأنه لا يعرف من العلماء من جمع بين هاتين الصفتين، ثم ختم الكلمات بكلمة الأخ الشيخ ياسر المسدي، تكلم فيها عن علماء حمص وهديهم وسمتهم وأثرهم الدعوي والتربوي، وذكر بعض الجوانب من ترجمة الفقيد ـ رحمه الله تعالى ـ وتلمذته عليه، وخُتم اللقاء الكبير بدعاء خاشع من الأخ عبد النافع الرفاعي، ثم تناول الحاضرون طعام السحور .
هذا وقد أصدر الباحث الأخ المسند المؤرخ الأديب الشيخ محمد أبو بكر باذيب البشامي الحضرمي ثبتاً للشيخ سماه:"العرف الوردي في ترجمة ومشيخة فضيلة العالم المربي الشيخ وصفي المسدي" وقد ضم كتابه تراجم هامة لطائفة من العلماء من حمص ودمشق والجزائر والهند والحرمين الشريفين.
كما قام الأخ الكريم الداعية الشاعر الأستاذ خالد البيطار بترجمته في سلسلة علماء حمص.
نموذج من خط الشيخ وصفي المسدي في خاتمة إجازته لبعض تلاميذه: