حكم الزيادة في الأذان، وحكم التثاؤب في الصلاة

نص الاستشارة :

ما حكم الدين في الزيادة في الأذان، والعطس، والتثاؤب أثناء الصلاة؟

الاجابة

ألفاظ الأذان معروفة آخرها: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله) والزيادة عليها ليست مشروعة، وقد يكون غرض السائل ببيان حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، والدعاء لبعض الصالحين وما شابه ذلك.

 

أما غير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليس مشروعاً رفع الصوت به حتى لا يظنَّ الناسُ أنَّه من صُلبِ الأذان.

 

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام كثير، لكن الأصل أنَّها مطلوبة بوجه عام لقوله تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {الأحزاب:56}.

 

ومن مواضع تأكد طلبها بعد الأذان للحديث الذي رواه مسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي...) وهو عام لم يرد إخراج المؤذن منه كما قال بعض العلماء، وقال آخرون: ليست مشروعة للمؤذن فهي بدعة، ومادام الأمر خلافياً فلا يجوز التعصب لرأي من الآراء (1).

 

ومن العجيب أنَّ مُفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفى سنة 1935م قال في كتابه: (أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنَّة والبدعة من الأحكام) أنَّ أمير مصر في القرن الثامن الهجري أمر بها، ونحن مأمورون بطاعة ولي الأمر فيما ليس بمعصية، وليست بدعة هوى بل سنة هدى؛ لأن الحديث يقول: (من سنَّ سنة حسنة في الإسلام فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيء).

 

أما العطس في الصلاة، وكذلك التثاؤب فهما أمران اضطراريان، ولا تبطل الصلاة بشيء منهما كما جاء في " فقه المذاهب الأربعة " ص 107، ولو كانت مُشتملة على بعض الحروف للضرورة، غير أنَّ أبا حنيفة رضي الله عنه قال: لا تبطل الصلاة بهذه الأشياء: (التثاؤب والعطاس والسعال والجشاء، أي التكريع) بشرط ألا يتكلف إخراج حروف زائدة على ما تقتضيه الطبيعة، كأن يقول في تثاؤبه: هاه هاه، أو يزيد العطاس حروفاً لا تضطره إليها طبيعة العطاس فإنَّ ذلك يبطل الصلاة.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

 

راجع الفتاوى الإسلامية المجلد العاشر ص 3702، ومجلة الأزهر المجلد 6ص 472و577و627.

المصدر مجلة منبر الإسلام السنة السابعة والأربعون، ذو القعدة 1409 - العدد 11


التعليقات