حكم ذكر الآيات القرآنية في لعبة الكترونية

نص الاستشارة :

شيوخنا الكرام، لدينا فريق لتعريب الألعاب الالكترونية، يسأل ما حكم ذكر آيات قرآنية في لعبة تتحدث عن قصة نوح عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام بالرواية المسيحية، مع العلم بأن الفريق سيقوم بتعديل النصوص لتوافق ما جاء في الشريعة الإسلامية حصراً، وأيضا اللعبة تحتوي على موسيقى بالتأكيد. أفتونا جزاكم الله خيرا..

الاجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: 

إن استخدام الألعاب الالكترونية، والوسائل التقنية الحديثة في أمور التعليم ونشر دين الله أمر مهم وعظيم، وعلى المسلمين الاستفادة قدر الإمكان من هذه الوسائل الحديثة فقد دخلت كل بيت، واستولت على عقول الشباب، والأطفال، بل وحتى بعض الكبار.. وكثيرا ما يساء استخدامها مع الأسف الشديد سواء على مستوى الأفراد، أو مستوى الشركات ذات الأهداف والأغراض السيئة الخبيثة؛ لذا فيتحتم على فريق من المتخصصين المسلمين أن يقدموا النافع المفيد سواء في مجال التعليم، أو نشر دين الله، بل وحتى في مجالات الترفيه الهادف ليكون كل ذلك خاليا من المخالفات الشرعية، وليكون بديلاً عن المنتجات الرديئة التي تفسد الأخلاق والدين. 

 

هذه الأعمال الالكترونية تصل إلى الملايين من المسلمين وغيرهم في فضاء العالم الالكتروني، ولها آثار مباشرة على المستخدم، فهي سلاح ذو حدين، فعلى المسلمين حسن استثمار هذه الوسائل والأدوات. 

 

ونود أن ننوه هنا إلى أهم الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها عند ذكر الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية في مثل هذه الأعمال:

 

1) أن لا تكون نصوص الوحي في موضع امتهان أو ابتذال، وأن تكون دوما في موضع تعظيم ووقار.

2) أن لا تستخدم النصوص الشرعية في غير ما سيقت له، وأن يؤخذ في فهم النصوص بأقوال العلماء والفقهاء وأهل التفسير. 

3) أن لا يصاحب عرض النصوص الشرعية موسيقى، ولا حتى ما يسمى الموسيقى التصويرية، فهي تخالف تعظيم كتاب الله واحترامه. 

4) أن يكون عرض النصوص (سواء كان ذلك كتابة أم قراءة) خاليا من الأخطاء، وبشكل سليم.

قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} {الحج:30}، وقال أيضا: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}. {الحج:32}. 

 

أما ما ذكر من أن العمل يشتمل على بعض المؤثرات، وما يسمى الموسيقى التصويرية فالأمر فيه سعة ولا بأس به إن شاء الله، على أن لا يكون ذلك مصاحبا لنصوص الوحي، كما تقدم التنبيه عليه، كما يجب الحرص على تحري الروايات الإسلامية للتاريخ سواء في قصص الأنبياء الكرام عليهم السلام، أو قصص غيرهم. 

وأخيرا: لا بد من عرض العمل بعد إنجازه على جهة شرعية لمراجعته وتدقيقه ليكون خاليا من الملحوظات والإشكالات. 

وفقكم الله لكل خير ونفع بكم، وسدد خطاكم. 

 

لجنة الفتوى

رابطة العلماء السوريين

24 – 12 – 1436هـ 


التعليقات