حكم دفع الضرائب للكفار

نص الاستشارة :

شيخي الكريم أنا أعيش في ألمانيا، ونظام ضريبة العمل هنا يحتم علي دفع الضرائب طبعا، ولكنني تعمقت في أمور الضرائب ورأيت أنه يوجد مبلغ من مال الضريبة يذهب للكنيسة (ضريبة الكنيسة)، ولا يمكن عدم دفع ضريبة ودفع ضريبة.. فإما العمل بالأبيض ودفع كل الضرائب ما حرم منها وحلل، وإما العمل بالأسود وعدم دفع الضرائب. فما رأيكم بهذا الموضوع.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

بداية لا ينبغي للمسلم الإقامة في بلاد الكفار إلا مضطرا لما في ذلك من احتمال وقوع كثير من المحاذير، وإن ذهب فذهابه يعني موافقته على الأنظمة والقوانين التي تحكم البلد، ومنها الضرائب.

فإن كانت هذه الضرائب إلزامية، ووافق عليها المقيم فإنه يلزمه أداؤها، لأنه مطالب بالوفاء بعهده، أضف إلى ذلك أن عدم دفعه وتحايله على ذلك يعرضه إلى مواضع يهان فيها ويذل، والمسلم لا يعطي الذلة من نفسه، فضلاً عن أن تهربه من دفع الضريبة يدفع الكثير من غير المسلمين إلى إساءة الظن بالإسلام والمسلمين، ويوقعه ذلك بأسوأ مما فر منه، ويكون فيه إساءة لدينه، لأن الغش لا يجوز في ديننا سواء في ذلك للمسلم أو لغيره. 

ثم إن كون الضرائب يذهب بعضها للكنيسة فهذا لا يضر؛ لأن الحكم للغالب. بل إن غالبها تصرف في المصالح العامة مثل التعليم، والمرافق، والخدمات، ونحو ذلك مما يعود على الجميع بالنفع والفائدة سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك.

أما إن تحققت أنَّ هذه الأموال أغلبها يذهب للكنيسة، ولمعاداة المسلمين واضطهادهم فلا يجوز دفعها، ويجب عليك البحث عن مكان إقامة آخر قدر استطاعتك. والله أعلم.

 

لجنة الفتوى – 15 – 11 – 1436هـ

رابطة العلماء السوريين


التعليقات