زوجتي فعلت الفاحشة هل أطلقها؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله
سافرت الى أوروبا من 10 اشهر وتركت زوجتي وطفلي بدولة عربية مع أهلي، وأعرف الشرع أنه لا يستحب الغياب أكثر من 4 أشهر، وقد كانت زوجتي تلحُّ عليّ بالسؤال بالحاجة لعمل لمّ شمل أو حتى الرجوع لحاجتها إلي وتكرّر ذلك منها، إلى أن حدث بعد غيابي 6 اشهر لاحظت أنها لم تعد تهتم بالأمر كسابق عهدها.. 
وقد أخبرتها في بعض المناسبات بأني أشك بها، وكنت حذرتها من عدم الصدق وأخبرتها أني طلبت عن طريق السفارة كشف بأرقام الصادر والوارد والتسجيل الصوتي، لكني صعقت بانهيارها السريع، واعترافها بما لم يخطر ببالي نهائيا (كان شكي خيانة بالهاتف) لكن الصاعقة كانت بأنها قد وقعت بالزنا.. 
بداية بعد أن فكرت عميقا قرَّرت عدم فضح أمرها والتريث والبحث في موقف الشرع. أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا

 

الاجابة

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: 
أخي الكريم: 
الواجب على الرجل أن يقوم بحق القوامة على زوجته، وأن يكفيها ما تحتاجه، ويسد عليها أبواب الفتن، والطرق المؤدية للحرام؛ فيجنبها الخلوة والاختلاط المريب ويلزمها بالستر والاحتشام، ويعلمها ما يلزمها من أمور دينها، وفي ذلك وقاية من الحرام وقطع لطرق الشيطان.
وعليك بسترها وعدم كشف أمرها، سواء استمرت العلاقة بينكما أو انتهت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة). [أخرجه مسلم]. والقيام بواجب نصحها وتحبيب الطاعة إليها، وتنفيرها من المعاصي والفواحش، فإن تبين لك توبتها ورجوعها فالأفضل أن تبقى معها وتجتهد في نسيان هذا الماضي، وتعينها على سبيل الاستقامة، والبعد عن أسباب الفاحشة ودواعيها. فالإنسان يعتبر بحاله لا بما مضى، فالتوبة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". رواه ابن ماجه.
وإن تبين لك خلاف ذلك، وأنها ما زالت في غيها، ولم تستجب للنصح فالأولى طلاقها؛ لأنَّ في بقاءها نقصا في دين زوجها، ولا يأمن إفسادها لفراشه. والله أعلم. 
وعلى هذا الزوج أن يتعظ من هذه المسألة، ويكثر الاستغفار والتوبة، ولا يبتعد طويلا عن زوجته. 
نسأل الله تعالى أن يحفظ أهلنا وذوينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا عونا لهم في طريق الخير والصلاح. والحمد لله رب العالمين. 



لجنة الفتوى – رابطة العلماء السوريين
19- 7 – 1436هـ

 


التعليقات