موجود في سوريا ولم أتضرر كثيرا مما يجري؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله 
أنا طبيب متزوج ولدي أطفال والحمد لله. مقيم في دمشق وأعمل في عيادتي الخاصة التي لا تزال بفضل من الله تدر علي الرزق، وأنا لم أتضرر شخصيا أو أحد عائلتي مما يحدث في بلدي. لكن أشعر ان قلبي سينفطر من حزني لما يعاني منه إخواننا المستضعفين في المناطق المحاصرة وغيرها. 
أنا ادعو لإخواننا المستضعفين كل يوم في الثلث الأخير من الليل وبعد كل صلاة وأعالج وأسامح من يزور عيادتي ويخبرني أنه قد أخرج من دياره أو أتى من تلك المناطق. لكن أشعر دوما أني مقصر وأنه ينبغي أن أفعل شيئا أكثر من ذلك بكثير. 
سؤالي: هل ما أقوم به يكفي أم أنه ينبغي أن أزيد أكثر من ذلك؟ أحيانا أفكر بترك عيادتي ومنزلي والذهاب للمناطق المحاصرة لمساعدتهم. أو أن أسافر إلى تركيا وأساعد في معالجة اللاجئين على الاقل. جزاكم الله خيرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
أخي الكريم: إن كنت تستطيع الخروج بسلام والوصول إلى مكان معالجة إخوانك من المصابين والمحاصرين في الداخل السوري فعليك المبادرة إلى هذا، وهذا العمل يعتبر – على أمثالك من المقتدرين – فرض عين؛ لمسيس الحاجة، وقلة من يلبي هذه الحاجة. 
فإن تعذر عليك الوصول إلى المناطق المحاصرة وكنت تستطيع الوصول إلى تركيا أو المناطق المحررة في الشمال فهناك حاجة ماسة أيضا لأمثالكم. ونرجو من الله تعالى أن يكتب لك بهذا العمل جهادا في سبيله.
وفي كل حال نذكر أخانا الكريم ونحذره من أن يكون بقاؤه في أماكن تسلط النظام سببا لفتنته، أو أن يكلفه النظام بما يسيء لإخوانه من المجاهدين، أو أن يعرض حياته للخطر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
أما إذا تعسر الخروج من دمشق فيمكن البقاء فيها والاستمرار في العيادة، وبذل المستطاع من المساعدة الطبية والمالية لمن يستحقون ذلك، وإن أهل دمشق يحتاجون لأمثالكم من المؤيدين للثورة، وتنوير الناس المشككين والمخذلين حسب الظروف والقدرة.
بارك الله في جهدكم ومالكم وأثابكم على نيتكم الطيبة، ونسأل الله أن يفرج عن المسلمين، ويلطف بهم بفضله وكرمه. والحمد لله رب العالمين.

لجنة الفتوى – رابطة العلماء السوريين 
15-6-1436هـ 


التعليقات