سوانح بارقة -29-

 

• هدايةُ الله تعالى للمرءِ ليست في العقيدةِ وحدها،

بل في تحسينِ كلِّ شؤونه،

من التوفيقِ في عمله،

والبركةِ في علمه،

والسدادِ في طريقه،

والعافيةِ في أسرتهِ وماله.

وكلُّ هذا يكونُ عونًا له في دينه،

ودعامةً لإيمانه.

 

• السعادةُ عند المؤمنِ غيرُ السعادةِ عند الكافرِ في هذه الحياة،

فالكافرُ جعلَ من هواهُ ومن المالِ إلهين يعبدهما،

ولا يرى السعادةَ إلا بهما،

والمؤمنُ ليس كذلك،

إنه يرى في العبوديةِ لخالقِ هذا الكونِ وإرضائهِ قمةَ سعادته.

 

• صنفٌ من إخواننا نفتخرُ بهم،

شخصياتهم ساميةٌ راقية،

تُشرقُ وجوهُهم وتبتهجُ نفوسُهم إذا أدخلوا السعادةَ في نفوسِ الآخرين،

بمساعدتهم،

أو بالصلحِ بينهم،

أو بإعادةِ حقوقهم إليهم،

أو بحلِّ أيِّ عقدةٍ في طريقهم.

قارنْ بين هؤلاء،

وبين الحاسدين الذين لا يريدون الخيرَ لأحد!

 

• الهوى يكونُ في الشهوةِ والرغبة، 

يعني شهوةَ الطعامِ والنكاح، 

وشهوةَ المالِ والوجاهةِ والمنصب، 

كما يأتي في التقليد، 

وهو الاتباعُ تعصبًا من غيرِ فكرٍ ونظرٍ إلى حجَّة. 

وكلُّ هذا مذموم.

 

• ينظرُ ابنُ العصرِ إلى من لا يتعاملُ مع الشبكةِ العالميةِ وتواصلها الاجتماعي،

ولا يستفيدُ منها أو يتمتعُ بها،

بأنه (غيرُ عصري)،

أو (غيرُ حضاري)،

أو غيرُ متجاوبٍ مع تقنياتِ العصر،

ويظنون أنه غائبٌ عن الحياةِ المليئةِ بالحركةِ والثقافةِ والتعارفِ والتواصل،

مع أنه قد يكونُ معذورًا،

أو يكونُ اشتغلَ به وتركهُ لعدمِ ملاءمتهِ لمزاجهِ وميوله.

وقد يكونُ أعمقَ منه ثقافةً وأجلَّ علمًا،

وأحرصَ منه على وقته،

وأكثرَ اشتغالًا بذكرِ الله منه،

وأقلَّ تدخلًا منه فيما لا يعنيه.

وهو يرى أن مصادرَ المعرفةِ وطرقَ الاستفادةِ منها متعددة،

وأنه ليس من الضرورةِ أن يطرقَ كلَّ أبوابها مادامَ بعضُها يكفي،

وأنه يستفيدُ من مصادرَ أصحَّ وأوثق. 

وكثيرون يرون في الإعلامِ الاجتماعي تسليةً وهوايةً ورغبةً في الاستطلاعِ أكثرَ من كونهِ علمًا وثقافة،

ولا ينفون كونَهُ وسيلةً فاعلةً للدعوةِ والإعلام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين