البيان الختامي لـ مؤتمر نصرة العراق - بيان ختامي لنصرة شعب العراق

وقد اصدر "مؤتمر نصرة العراق" الذي اختتم اعماله في اسطنبول الليلة الماضية بعد يومين من الاجتماعات بيانا جاء فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي
لمؤتمر نصرة الشعب العراقي
المنعقد في اسطنبول بتركيا
) 22 – 23 ذي القعدة 1427 هـ
13 – 14 ديسمبر 2006 م)

نظراً للمرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها العراق منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم لأرضه، وما يتعرض له أهل السنة بصفة خاصة من استهداف بدأت تتكشف معالمه وأبعاده، فلقد توافقت آراء العديد من المهتمين بالشأن العراقي والمتابعين لأحواله من علماء ومفكري العالم العربي والإسلامي على أهمية عقد لقاء تسلط فيه الأضواء على حقيقة الأزمة وحجم المعاناة، ومحاولة التباحث في الآليات الأصوب لتجاوز هذه المحنة بأسرع وقت.

ولقد كان للحملة العالمية لمقاومة العدوان المبادرة بالدعوة والتنظيم لهذا المؤتمر والذي عنونت له بمؤتمر نصرة الشعب العراقي وعقدته في مدينة اسطنبول بتركيا على مدى يومي الأربعاء والخميس22- 23/11/1427هـ الموافق لـ 13 – 14 /12/2006 م.
ولقد دعي لهذا المؤتمر وشارك فيه غالبية الأطراف السنية في العراق مع عدد من إخوانهم من العلماء والمفكرين وممثلي المؤسسات المدنية والإعلامية في الدول العربية والإسلامية.

ولقد تداول المؤتمرون أوضاع الشعب العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي البغيض والتدخل الإيراني السافر، وهالهم ما يتعرض له أهل السنة -بصورة ممنهجة- من تهميش واستهداف لعلمائهم وأئمتهم ومناطقهم ومساجدهم، وتصفيات لرجالهم ونسائهم بناءً على الهوية.

وخلصوا بعد المداولات والنقاشات إلى إعلان الاتفاق على القضايا المحددة التالية:

1 . للعراق أهمية مركزية لا يمكن نسيانها ولا تجاوزها، ولقد كان عبر التاريخ وسيظل بإذن الله قطراً عربياً إسلامياً موحداً وصامداً أمام مشاريع الاحتلال أو التقسيم. وسيبقى أهله الصادقون الأوفياء هم الأقدر على إدارته وتطوير مقدراته والتوفيق بين شرائحه المختلفه، كما قد فعلوا ونجحوا في ذلك لسنين طويلة.

2 . ما كان لمحبي العراق من كافة دول العالم العربي والإسلامي أن يقبلوا باستمرار هذا الانتهاك لأرضه وسيادته وهويته، ولا باستمرار معاناة أهله دون أن يكون لهم وقفة عملية مدروسة تسهم في صد هذا العدوان، وإعادة الأمن والاستقرار والعزة إليه.

3 . تحميل الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني مسؤولية تدهور الأوضاع في العراق وما آلت إليه من تفكك واختلال أمني وهدم للمعاني الانسانية وانتهاك لكافة الحقوق. واعتبار أن الاحتلال الأمريكي هو من يوفر المظلة السياسية لهذه المجزرة البشعة الواقعة في العراق، وأن اعتداءاته المتكررة هي من يمنح المظلومين في العراق الحق بمقاضاة قوات الاحتلال وفق القوانين الدولية على ما لحق بهم من مجازر وتطهير عرقي وهضم للحقوق السياسية والمدنية.

4 . تحميل الأحزاب الصفوية المتواطئة مع المحتل والمهيمنة على الحكومة العراقية الحالية والسابقة، وميليشياتها العسكرية المدعومة من قبل إيران، مسؤولية ما يتعرض له أهل السنة في العراق من فظائع وبشائع، والعمل على تغيير واقع العراق وتهديد مستقبله والتآمر عليه خدمةً لمصالح طائفية ضيقة.

5 . إعتبار الحكم العراقي الناشيء تحت ظل الاحتلال فاقداً للشرعية ومفتقراً للأهلية القانونية التي تخوله عقد الاتفاقيات وإبرام المعاهدات والصفقات باسم العراقيين وعلى حسابهم، والتي من شأنها المساس بسيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً واقتصاداً.

6 . استنكار صمت الحكومات العربية والإسلامية وانشغالها عن نصرة الشعب العراقي المظلوم وخاصة أهل السنة منهم، وإغفالها لخطورة الهجمة الأمريكية الإيرانية على المنطقة.

7 . الإشادة بالأدوار البطولية للمقاومة العراقية التي عطلت المشروع الأمريكي الصهيوني، وتصدت للأهداف الإيرانية الصفوية.

ومن منطلق هذه القضايا المتفق عليها بين المشاركين في مؤتمر نصرة الشعب العراقي، فلقد اتفق المؤتمرون على المطالبة بالمجالات المحددة التالية، حتى تكون برنامجاً عملياً لنصرة المظلومين من أبناء الشعب العراقي وعلى رأسهم السنة، وللتعامل مع الأطراف المؤثرة في القضية العراقية:

1 . مطالبة الاحتلال الأمريكي بالانسحاب من العراق وإزالة كافة مظاهر وأشكال وجوده العسكري، وأن يتم الالتزام بذلك وفق ضمانات دولية معلنة.

2 . مطالبة إيران برفع يدها تماماً عن العراق ووقف كافة أشكال تدخلها في شؤونه، والامتناع عن دعم الأحزاب الصفوية في العراق لما لذلك من تهديد لاستقرار العراق وزرع لبذور الفرقة والشقاق بين طوائفه التي عاشت لسنين طويلة متجاورة في بلدها الواحد. وتحذير إيران وأنصارها من خطورة الفتنة الطائفية التي يعملون على إشعالها وما يمكن أن تجر إليه من تنازع قد يشعل المنطقة بأسرها ولا يسلم من لهيبه أحد.

3 . المطالبة بإلغاء العملية السياسية المفروضة على العراق حالياً من قبل المحتل وما ترتب عنها من نتائج، والاستعاضة عن ذلك بمشروع سياسي يتفق عليه العراقيون أنفسهم دون أي تدخل من أي طرف كان.

4 . المطالبة بحل الميليشيات الطائفية ونزع سلاحها، وكشف ومحاسبة الأطراف التي استغلت الغطاء الحكومي والرسمي في المرحلة الماضية لتحقيق مآربها الطائفية.

5 . التأكيد على هوية العراق العربية والإسلامية، وعلى أهمية الوقوف بحزم ضد كل المحاولات المشينة لتقسيم العراق وتفتيته أو تغيير واقعه ومستقبله.

6 . تأييد المقاومة العراقية الباسلة التي أئبتت أنها - بتسديد الله - الدرع الواقي للعراق وأهله في وجه قوى الاحتلال، وأنها هي المؤمل منها – بتوفيق الله- إخراج البلد من أزمته الراهنة إن هي تمسكت بأسباب الائتلاف واجتماع الكلمة وتجنبت أسباب الفرقة والاختلاف وتشبثت بالعدل وبالصبر فالنصر مع الصبر.

7 . دعوة الحكومات العربية والإسلامية للتوقف عن التعاطي المخيب للآمال مع القضية العراقية، والعمل بشكل متواصل للبحث عن حلول عملية وواقعية لحفظ الأمن والاستقرار والتوازن في العراق، مع فتح المجال أمام المؤسسات المدنية والشعبية في كل بلد لتقديم ما يمكنها من وسائل الدعم الإنساني والإغاثي للعراقيين.

8 . إتفق المؤتمرون على دعوة الحملة العالمية لمقاومة العدوان لمواصلة جهودها في متابعة مطالب هذا المؤتمر وتشكيل لجنة متابعة تحقق الأهداف المنشودة وأن تحاول ما أمكنها ذلك على تفعيل المجالات العملية التالية:

• العمل السياسي والقانوني: تفعيل جهود القوى السياسية العراقية السنية للضغط على الدول المجاورة والتفاوض معهم لدعم أهل السنة في العراق وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم. والعمل على إطلاق سراح المعتقلين بأسرع وقت، وإقامة دعاوى قانونية ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب العراقي، وتقديم المسئولين عنها إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب.
• العون والإغاثة: تنسيق وتفعيل جهود كافة المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية العاملة في هذا المجال.
• الأسرة والمجتمع: معالجة أوضاع الأسر المكلومة في العراق وخصوصاً من النساء والأطفال والعجزة، ومداواة جراحهم وإصلاح أوضاعهم النفسية والمادية والإنسانية.
• الإعلام: المحاولة المتواصلة للتأثير في وسائل الإعلام المختلفة وتحميلها أمانة عرض حقائق ما يحدث في العراق بكل دقة ومصداقية والبعد عن الخوف من الانعكاسات التي قد تنشأ من ذلك، فالمرحلة قد بلغت مستويات لا يمكن التغاضي عنها.

وختاماً تضرع المؤتمرون إلى الله عز وجل أن يعجل بنصره لإخواننا في العراق وأن يبدلهم من ضيقهم سعة وفرجا من خوفهم أمنا ومن كربتهم رفعة وعزة ومنعة، وأن يجمع كلمتهم على الحق والعدل والهدى، وأن يجعل عاقبة أمورهم كلها إلى خير، إنه وكيل ذلك والقادر عليه.

كما توجهوا بالشكر الجزيل للحملة العالمية لمقاومة العدوان على رعايتها لهذا المؤتمر وتنظيمها له، والتي توجهت بدورها بالشكر لكافة المشاركين على حضورهم وتفاعلهم، وخصت بالشكر تركيا التي وفرت ديموقراطيتها وحرية التعبير فيها، للحملة العالمية لمقاومة العدوان أجواءا مفتوحة لعقد هذا المؤتمر والتباحث مع ضيوفها حول موضوعه الهام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين