شحذ الهمم ومطاردة اليأس والإحباط

 

وفي هذه الأيام أجد أنه من المناسب أن أذكر حقيقة مجمعاً عليها وهي

أن أعظم المعارك التي انتصر فيها الحق على الباطل كان عدد المسلمين أقل بكثير من عدد أعدائهم وكذلك عتادهم فأغلب غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه كان عدد وعتاد الصحابة قليلاً بالنسبة للأعداد الكثيرة من الكفرة فمثلاً :

1--معركة بدر 314 من الصحابة أمام ألف من المشركين .

وارجعوا إلى الأعداد في بقية الغزوات والسرايا.

2-- معارك أخرى بعد زمنه صلى الله عليه وسلم :

اليرموك 40 ألف مسلم أمام 240000 من الأعداء .

نهاوند 30000 مسلم أمام 150000.

قادسية 30000 مسلم أمام 200000.

بلاط الشهداء 30000 أمام 200000.

حطين 25000 أمام 63000.

وهكذا وأرجوكم أن تعودوا لصفحات التاريخ وإلى مآات المعارك الكثيرة والكثيرة جداً والتي انتصر فيها الحق على الباطل خلال القرون الماضية حتى يتبين لكم جلياً أن قضية العدد والعتاد لايعيرها المسلمون اهتمامهم لأن الوحي علمهم ذلك

فالمهم

1--إيمانهم بالله .

2--ويقينهم بنصره.

3-- وتعاونهم .

4--وصفهم الواحد .

والآيات القرآنية تشهد بهذه الحقيقة:

 

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ? فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آل عمران 123

وفي قصة طالوت وجالوت ما ذا قال الله سبحانه لما تلاقت الفئتان :

(قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)الآية 249 سورة البقرة.

حيث كان عددهم كعدد أصحاب بدر أمام الكثرة الكاثرة من جنود جَالُوت .

وهكذا فإن كثيراً من الآيات الكريمة تقرر هذه الحقيقة بل إنها قررت أن الكثرة لاتغني عن أصحاب الحق شيئاً ففي سورة التوبة الآية 25 يقول سبحانه وتعالى: ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ? وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ? إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ) .

وكما ذكرت في منشور سابق أنه لما قيل للصحابة إن الناس قد جمعوا لكم فما ذا حصل

آل عمران الآية 173.

1-- زادهم إيماناً (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا

2-- وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)

والنتيجة :

(فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ? وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)

آل عمران 174

ثم انظر ماذا كان موقفهم لما رأوا الأحزاب:

قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَ?ذَا ماوَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ? وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) سورة الأحزاب (22).

والخلاصة: أرجوكم أن تبقى هذه الحقيقة ماثلة في أذهاننا جميعاً.

فاللهم أهِّلنا للنصر.

بأن ترص صفنا وتوحد كلمتنا وترزقنا صدق التوكل عليك وحسن الظن بك .

وما ذلك عليك بعزيز.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين