معلومات مفيدة في علم الحديث - اقرأ وتدبر...

لقد وضع علماء الأمة علامات وقواعد للعامة لمعرفة مثل هذا الحديث المكذوب، وهي علامات اشتملت الرواة واشتملت محتوى الحديث. في هذا الموضوع سيتم ذكر هذه العلامات بخصوص المحتوى، وهي كالتالي:
1- اشتمال الحديث على مجازفات لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم. مثال:
الحديث المكذوب القائل: (( من قال لا إله إلا الله: خلق الله من تلك الكلمة طائراً له سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له. ومن فعل كذا وكذا أُعطي في الجنة سبعين ألف مدينة، في كل مدينة سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف حوراء ))
وأمثال هذه المجازفات الباردة التي لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين: إما أن يكون في غاية الجهل والحمق، وإما أن يكون زنديقاً قصد التنقيص بالرسول صلى الله عليه وسلم بإضافة مثل هذه الكلمات إليه <انظر "المنار المنيف" لابن القيم الجوزية صفحة 51>
2- تكذيب الحس له. مثال:الحديث المكذوب القائل: (( الباذنجان لما أُكل له )) و (( الباذنجان شفاء من كل داء ))، قبّح الله واضعهما كما قال ابن الجوزية.
3- سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه. مثال:
(( لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً ما أكله جائع إلا أشبعه )) ! فهذا من السمج البارد الذي يُصان عنه كلام العقلاء، فضلاً عن كلام سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
4- مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بيّنة، فكل حديث يشتمل على فساد أو ظلم، أو عبث، أو مدح باطل، أو ذم حق، أو نحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم منه بريء. مثال:من هذا الباب أحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد وأن كل من يسمى بهذه الأسماء لا يدخل النار، وهذا مناقض لما هو معلوم من دينه صلى الله عليه وسلم أن النار لا يجاز منها بالأسماء والألقاب، وإنما النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة.
5- مخالفة الحديث صريح القرآن. مثال:حديث مقدار الدنيا: (( وأنها سبعة آلاف ونحن في الألف السابعة ))، فهو مخالف لقوله تعالى: { إن الله عنده علم الساعة }
6- ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل. مثال:حديث وضع الجزية عن أهل خيبر، فقد زور اليهود كتاباً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقط عنهم الكُلف والسُّخر والجزية ووضعوا في هذا الكتاب شهادة سعد بن معاذ ومعاوية بن أبي سفيان.... )) وهذا مكذوب لأوجه عدة:
أ- فإن سعد بن معاذ توفي قبل فتح خيبر في السنة الخامسة من الهجرة وفتح خيبر كان في السنة السابعة من الهجرة، كذلك شهادة معاوية فإن معاوية لم يسلم إلا زمن فتح مكة في السنة الثامنة.
ب- الجزية لم تكن نزلت حينئذٍ ولا يعرفها الصحابة ولا العرب وإنما أنزلت بعد عام تبوك، وغزوة تبوك كانت في السنة التاسعة للهجرة.. وهناك وجوه أخرى لتكذيب هذا الحديث ذكرها بالتفصيل ابن القيم الجوزية في كتابه المذكور سلفاً ( المنارالمنيف ) .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين