رابطة علماء سورية.. سبعون عاماً من الانتظار - (1)

في 11 رجب 1357هـ، الموافق للسادس من أيلول عام 1938م، عقد المؤتمر الأول لعلماء بلاد الشام بدمشق، وكان مؤتمراً حافلاً بكوكبة كبيرة من علماء سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

وبعد سبعين عاماً من الانتظار والانقطاع، وفي هذه الأيام المباركة من عام 1427هـ، تداعى جمع من علماء سوريا لإحياء هذه الرابطة، وحمل المشعل من جديد، لتبقى الراية مرتفعة خفاقة.

وبعد اكتمال هياكل الرابطة اختاروا – وبالله التوفيق- أن تكون بدايتهم عبر موقع إلكتروني عنوانه:

http://www.islamsyria.net

 

ولن أتحدث هنا عن دور العلماء في قيادة وريادة الأمة، فهذا أمر يقر به الجاهل فضلاً عن العالم.

ولن أتحدث أيضاً عن أن الأمة بدون العلماء كالأيتام على مائدة اللئام، فهذا أمر ذاقه وأحس به كل من عاش محنة الأمة ومعاناتها، وليس الخَبرُ كالمُعاينة، ولا الظنُّ كاليقين.

ولن أتحدث كذلك عن دور العلماء في التصدي للدخلاء على العلم وأهله، فهذا أمر نعاني منه في كل مرفق من مرافق العلم في بلادنا بدءاً من أعلى الهرم وانتهاء بمساجدنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولن أتحدث عن دور العلماء في رعاية وحفظ مدارس العلوم الشرعية ونشرها ورعاية طلابها ليكونوا كراماً سادة، فالكل يعرف ماآل إليه حال طلاب العلم، في كل الميادين.

ولن أتحدث أيضاً عن دور العلماء في إعداد القضاة، وأثر ذلك في تحقيق العدل في المجتمع.

ولن أتحدث عن دور العلماء في المحافظة على الأوقاف، التي سلبت ونهبت وضيعت، وغابت مقاصدها التي أوقفت من أجلها، بل أصبحت في كثير من الأحيان عامل هدم وداراً للفساد والرذيلة والعياذ بالله، وهذا أمر لايحتاج إلى مزيد إيضاح، وخاصة في مدينة حلب ودمشق فأهلها يذكرون أمثلة كثيرة على ذلك، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

لكني في هذه الكلمة أود أن أطرح جملة من الأسئلة حول هذا الأمر، وأترك جوابها للقارئ الكريم.

- لو كان في بلادنا منزلة للعلم وأهله هل حكمتها قوانين الظلم والقهر والاستبداد؟؟؟؟

- لو كان في بلادنا شأن لأهل العلم هل تجرأ عليها أهل الفسق والزيغ والضلال؟؟؟؟

- لو كان في بلادنا رابطة للعلماء هل أقفرت مساجدنا من حلق العلم؟؟؟

- لو كان في بلادنا مكانة ومنزلة للعمل وأهله، هل ضاقت الدنيا على طلاب العلم، وهل ضاعت حقوقهم؟؟؟

- لو كان في بلادنا دور لأهل العلم هل تحول جيشها إلى جيش لاقيمة فيه للإنسان والإسلام؟؟

- لو كان في بلادنا دور ومكانة للعلماء هل انحدرت القيم إلى هذا الحد الذي ضاعت فيه الأخلاق والآداب والمبادئ العامة؟؟؟؟

- لو كان في بلادنا مكانة للعلم وأهله هل انتشر الفساد وعم وطم فأكل الأخضر واليابس وأتي على خيرات العباد والبلاد؟؟؟؟

- ألف سؤال وسؤال!!!!!

فالأمة التي تغيب فيها شمس العلم والعلماء تمسي مقفرة مظلمة يعج فيها الجهل والظلم والانحراف والاستبداد والفساد، فالعلماء ميزان الاعتدال، بل هم لسان الميزان، كيف لا، وهم ورثة الأنبياء، والأنبياء جاؤوا بالقسط الذي لاجور فيه ولاحيف: (قل أمر ربى بالقسط)

لكن عن أي علماء أتحدث؟؟؟ هذا ماسأذكره لاحقاً.

 

د. مصطفى الطيب - أكاديمي سوري في المنفى

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين