يا رسول الله..صلى الله عليك وسلم - يشهد قلبي أنك فيه
يا رسول الله ..هاهو العام الجديد..قد قدم علينا ..وسوف يكون قدومه قدوم عز للمسلمين بإذن الله ..
           1/1/1427 5 ذكرى يوم الهجرة ..
هاهي الأمة في هذا الزمان قد صارت مليارا ..
صرنا مليارا وثلث  أي ألف ألف ألف مسلم وثلاث مائة ألف ..
ها نحن جميعا سوف نخط لك بأقلامنا ما نستطيع أن نخطة من امتنان وحب وشوق ..هاهم العاصون سيتوبون شوقا إلى لقياك ومرافقتك في الجنة .. ها هي الأناشيد الإسلامية كلها تتحدث عن عشقك وحبك وقدرك ..
ها نحن جميعا سوف نستعيد وعينا ونسترجع قوتنا ..
يا رسولي .. لقد تحققت نبوءتك .. صحيح أننا في فترة مخدرة ..وأنت تعرف ذلك .. فكل أعمالنا تعرض عليك .. ولكن ..أبشرك يا رسول الله ..أن هناك صحوة كبيرة ..وعزم أكيد .. ورياح الحق قد أرسلت الصبا لتبشرنا بأنها قادمة .. فإن النصر الذي وعد الله آت .. والله لكأنني أرى أمة محمد تحكم الأرض وتحرر أراضيها وينتشر الإسلام في كل مكان ..لكأنني أرى جحافل المسلمين قد استعدت للقاء العدو بصمود وإيمان غير مسبوقين ..
يا رسولي .. إن ذكرى هجرتك الغراء تعيد فينا الأمل ..لأنها ذكرى انتصارك كما قال الله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ) فهي ذكرى انتصارك كما وردت في القرآن .. وها نحن ننتظر انتصارنا ..
يا رسولي .. لقد طال الظلام في أمتك الحبيبة ..ولكنني أؤكد لك ..أنني ألمح خيوط الفجر الآتي ..
لن نضيع ما بنيته يا رسول الله ..على الأقل ..نحن لن نضيعه ..وسنبذل أقصى ما نستطيع .. كي نرشد من حاد عن طريقك وعن سنتك ..
يا رسولي .. ضحيت وبلغت ووفيت يا حبيبي .... وسوف تلقانا إن شاء الله على الحوض لترى أحبابك الذين بكيت شوقا إليهم ونرجو الله أن نكون قد وفينا بالعهد ..
 يا رسولي إن هناك جيل من شبابنا وشاباتنا الذي يشتعل حماسة وشوقا لرؤيتك ..وليس له إلا هدف في الدنيا .. وهو نصر الإسلام والمسلمين .. وفي الآخرة ..جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .. يدعون ربهم تضرعا وخفية .. ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم .. هؤلاء ... هم البقية من جيل الصحابة والتابعين الذين سيجددون عهد أمتهم ..
يا رسول الله .. تتلعثم الحروف في فمي .. ويعجز قلبي أن يأتي لك بكلمات يترجمها قلمي عن حبنا لك .. وشوقنا إليك ..
نقولها لك .. سوف نبذل أقصى ما في وسعنا .. سندافع عنك وعن سنتك دفاع الأبطال ..
يا رسول الله .. كن مطمئنا .. واعلم أن هناك أرواح قد سمت عن الدنيا ..رباها الشيوخ والعلماء .. وأشعل هممها الدعاة .. واستعدت للموت في سبيل الله ..
فالقرآن دستورها .. والجهاد سبيلها .. والله جل علاه ربها وهو معها أين ما كانت وعلى أي حال كانت .. وأنت يا رسول الأمة ومبلغ الأمانة قدوتها ونبيها وحبيبها الذي لن تجد عنه بديلا ..
إن هؤلاء قد أعادوا نماذج من صحابتك الذين أحبوك أشد الحب وتعلقوا بك أشد التعلق ..كما حدث في تلك الحادثة التاريخية التي سجلها التاريخ لخبيب رضي الله عنه عندما أراد أبو سفيان صلبه وبعد أن علقه على الخشبة  قال له :أتحب أن يكون محمد الآن مكانك وأنت آمن في بيتك؟؟قال خبيب : والله لا أحب أن أكون آمنا في بيتي وفي رجل محمد شوكة تأذيه ..فقال أبو سفيان المقولة التي مضت مثلا في التاريخ : ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ..
ونحن أيضا يا رسولنا لن يرى العالم فينا إلا كما رأى أبا سفيان في خبيب..
ثم مضى الزمن وصار أبو سفيان جندي من جنودك يضع حياته وروحه فداءك.
ولعل الشاعر ينطق بمشاعري حين يقول :
يشرق دمعي فأواريه..                يخفق قلبي فأداريه
تشهد عيني ..أنك فيها..             يشهد قلبي أنك فيه
                                                           
                                                         بنت الشام

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين