حوار مع الشيخ أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري في درعا

الشيخ أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري في درعا للشروق:

القرضاوي قال كلمة حق والبوطي أصبح منبوذا في سوريا
 
حاورته: فريدة لكحل 
 
فضيلة الشيخ، نبدأ بآخر تطورات الوضع في محافظة درعا؟
 
 محافظة درعا اليوم هادئة، فبعد لقائنا مع الرئيس بشار الأسد، اتفاقنا على خروج الأمن المركزي منها، والوضع هادئ، لأن الأمن هو من عقّد الأمور وأججها، وخرج الشعب معبرا عن رأيه لكن لم يحدث شيء، كانت مظاهرات سلمية.
 
 شهد مسجد العمري إحدى جرائم النظام في درعا، واتهم أيضا بإيواء مجرمين، ما الذي حدث فعلا وأنت إمام المسجد؟
 
 مسجد العمري بريء من تهم النظام التي وجهها إليه، والذي حدث أن الأمن المركزي وضع فيه سلاحا وصوره الإعلام السوري الكذّاب، زورا وباطلا، على أنه لجماعات مسلحة، وإذا كانت هناك عصابة مسلحة لماذا لا يقبض عليها الأمن، وكيف نقل السلاح في ظل الأمن المفروض على كل السوريين، وحدث بعدما اقتحم الأمن المسجد منتصف الليل وقتل فيه 10 أشخاص، ورقصوا وشربوا الخمر وغنّوا فيه، كما أتلفوا الإذاعة وسرقوا الأدوية وأكياس الأوكسجين، كما هددوا بأنهم سيعودون، وكان هذا تكملة للجريمة التي سبقت هذه الحادثة حين اعتقلوا الأطفال والشباب وخلعوا أظافرهم وأطلقوا النار على الناس العزل، وحين ذهب الأولياء للاستفسار قال لهم رئيس الأجهزة الأمنية أخبروا نساؤكم أن تنجب أطفالا آخرين.
 
 على ذكر لقائكم بالرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا، والذي كان لكم معه حديث حول الأحداث التي شهدتها درعا، نرجو من فضيلتك أن تخبرنا بأهم ما اتفقتم عليه، وهل أنتم راضون عن نتائجه؟
 نعم التقينا بالرئيس بشار الأسد، وأوضحنا له الصورة جيدا، وقلنا له إن الصورة نقلت له بشكل غير صحيح، عن الوضع في درعا وعن خلفيات الأحداث، والمجازر والفضائح التي وقعت، كما قلنا له إننا نعاتبه كونه لم يزر المحافظة ليقف على الوضع الحقيقي فيها، ووعدنا بسحب قوات الأمن المركزي منها، وقانون للأحزاب وآخر للصحافة، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى رفع حالة الطوارئ، والقيام بإصلاحات شاملة تلبي رغبات السوريين، ولمسنا منه أنه لم تنقل إليه الصورة بوضوح، غير أننا لم نر شيئا من تلك الوعود.
 
 على ضوء الخطاب الثاني للرئيس الأسد، ما هي السيناريوهات المتوقعة في الشارع السوري، وهل ستتوقف المظاهرات؟
 لا أعتقد أنها ستتوقف، لأن الشعب السوري ملّ الوعود، وكل ما تناوله الأسد في خطابه كان وعودا، الرئيس بشار الأسد منذ توليه مقاليد الحكم في سوريا تحدث عن الإصلاحات وتفاءلنا خيرا حينها، لكن لم نر شيئا من تلك الإصلاحات، يبدو أن الطبقة الحاكمة وقفت ضد الإصلاحات التي جاء بها، وبذلك فقد الناس الثقة في النظام، كما أن الخطاب الثاني لم نلمس فيه شيئا واضحا، إلا صيغة سنفعل التي تعودنا عليها منه، وبعد جرائم القتل العديدة لا يوجد من يثق في النظام الآن، ثم هل يعقل أن ننتظر من الفاسد والمفسد أن ينجز إصلاحا، الجهاز كله فاسد، ولا ننتظر شيئا سوى رحيل النظام.
 
وصف النظام ما يحدث في درعا وسوريا بفتنة طائفية، فإلى أي مدى أثّرت هذه القضية في الوضع؟
الناس مترابطون، ولا وجود للطائفية في سوريا عامة وليس فقط في درعا، نحن متجاورون منذ قرون ونعيش في تعايش رائع تسوده روح الأخوة والتعاون، وكل طرف ينبذ الطائفية ويستنكرها، نحن شعب واحد، نتزاور فيما بيننا ونهنئ بعضنا، ويكمّل كل واحد فينا الآخر، أمس كنت في زيارة لأحد الجرحى من درعا في بيته، وهو مسيحي، وحين دخلت عليه، قال لي أتمنى لو أستطيع أن أقوم من فراشي لأقبّل الأرض التي تمشي عليها، فهكذا نعيش في سوريا، كلنا ترابط وتلاحم، والدليل فقدنا من كل طائفة شبابا وجرح من كل فئة، أردت القول إن فكرة الطائفة موجودة فقط في الطبقة التي تحكم، ولا أساس لها على أرض الواقع، وكل حديث عن الطائفية في سوريا هو من صنع النظام.
 
كيف تفسّر العودة القوية لعلماء الأمة الإسلامية في الفترة الأخيرة، إلى الساحة السياسية؟
إن هذه الأزمة أعادتنا إلى رشدنا، وإلى الطبيعة التي كنا عليها والتي من المفروض أن نكون عليها دائما، سواء علماء الأمة أو أبنائها من الشباب، أعادتنا إلى أمة الأخلاق، أمة الحرية، أمة الحق، العلماء عادوا إلى الشعب، من عزلة فرضت عليهم، وأنا من الناس الذين عزلوا عن الشعب، حيث أبعدت عن الخطابة لمدة ثلاث سنوات، فالشباب ثاروا ووجدوا تجاوبا من العلماء مما قضى على الهوة التي كانت موجودة بين علماء الأمة وشبابها، عودة العلماء للساحة السياسية مكسب للأمة، فهم أولى من يقود هذه الأمة من الذين قادوها وعاثوا فيها فسادا ونهبا ورشوة.
 
ما موقف فضيلة الشيخ من الحملة التي تشن ضد الشيخ يوسف القرضاوي، خاصة وأنها من طرف علماء سوريا ومرجعياتها كالشيخ البوطي؟
أنا مع الشيخ يوسف القرضاوي في رأيه، أحترمه في أرائه وأحبه، رغم أني لم ألتق به ولا أعرفه عن قرب، ولست مع من يتكلم عنه بأي سوء، أما عن الشيخين البوطي وحسون فهما منبوذان من قبل جماهير سوريا، لم يقفا إلى جانب المظلومين والمضطهدين، وأقول للشيخين هل من خرج مطالبا بحريته وكرامته أصبح مجرما، الأمن المركزي قتل من تظاهر سلميا للمطالبة بحريته، والنظام تعود على قول نعم فقط، وحين قال الشعب لا، قتلوه، وقالوا إنه مجرم وخائن، هل نقبل بالضرب والتعذيب حتى نكون سوريين، جريمتنا هي المطالبة بالحرية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين