حوار مع الأستاذ الشيخ : محمد فاروق البطل ـ 1 ـ

السيرة الذاتية

بداية،، حبذا أن تعطونا - فضيلة الأستاذ - نبذة عنكم وعن سيرتكم الذاتية والعلمية لو تكرمتم.


الاسم:
محمد فاروق حمدو أمين بطل


مولدكم:
في مدينة إدلب. وتاريخ الولادة: 13/5/1936


الوالدان:
الوالد اسمه: حمدو بن أمين.
والوالدة اسمها: رشيدة بنت أحمد بطل.


النسب:
بطل....يقول الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ في النسب: (نحن ننتسب إلى سلالة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه).


اللقب:
في تعليل هذا اللقب تُروى تعليلات كثيرة، يذكر الوالد منها: أن جد العائلة كان بطلاً في الجسم والعزم، ومنها أنه كان بطلاً فيما يُنسَب إليه من كرامات... ويبقى الأصل أنه من يتقي الله هو البطل.


مكان الإقامة:
قضيت مراتع طفولتي في الرستن وفي مدينة إدلب مسقط رأسي، ومنذ بلغت من العمر ثمان سنوات أقمت في حلب مدة طويلة، فقد أضحت موطني الدائم، حتى انتقلت بعدها إلى المملكة العربية السعودية.


ماذا عن والدكم – رحمه الله - ؟ 
كان موظفاً في مديرية الناحية بمدينة الرستن، بعدها افتتح دكاناً صغيرة في إدلب يبيع حاجات الزينة والخياطة للنساء، بعدها عمل موظفاً في مديرية الأشغال العامَّة في حلب، محاسباً، منذ عام 1947م، وحتى تقاعده في السن القانونيَّة.
وعن دراستكم – حفظكم الله - ؟
- درست المرحلة الابتدائية 1945ـ1950. في مدرسة النجاة.
- و(المتوسطة والثانوية) في الثانوية الشرعيَّة القسم الليلي 1950ـ1955.
- و(الجامعية):


o أ : في كلية الشريعة: 1956ـ1959.
o ب : في كلية التربية : 1960.
o جـ ـ في كلية الحقوق : 1962ـ1964.
- أما الدراسات العليا (في مصر) فلم أكملها بسبب بعض الظروف. ثم حصلت على الماجستير من الجامعة الإسلامية في باكستان (بهاولبور).


ماذا عن أعمالكم ووظائفكم ؟
عملتُ مدرساً لمادة التربية الإسلاميَّة في ثانويات حلب لمدة عشرين سنة.
ثم  في جامعة الملك عبد العزيز – في جدة، في كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية، لمدة عشرين سنة.


أعمال إذاعية (في إذاعة القرآن الكريم) :
قدمت برنامجين:
- الأول: سبل الإسلام في الإصلاح الاجتماعي استمر لمدة سنة.
- الثاني: أبطال الإسلام، استمر ثماني سنوات.


وما هي مؤلفاتكم – نفع الله بها - ؟
أبطال الإسلام في موكب النبوة الخالد (خمسة مجلدات)


من هم أبرز أقرانكم؟
- الدكتور أحمد محب الدين أبو صالح.
- الدكتور محمود طحَّان.
- الدكتور عبد الوهاب ريحاوي.
- الأستاذ ناجي زين العابدين.
- الدكتور عبد اللطيف الشيرازي الصباغ.


 من هم أبرز شيوخكم؟
- الشيخ محمد راغب الطباخ.
- الشيخ المقرئ محمد نجيب خياطة.
- الداعية العالم محمد أبو الخير زين العابدين.
- الفقيه العلامة مصطفى الزرقا.
- الفقيه الرباني محمد السلقيني.
- الفقيه الشافعي محمد أسعد عبه جي.

والآن ننتقل بكم إلى الحوار
- لماذا اخترتم الالتحاق بالثانوية الشرعية؟
اختار والدي – رحمه الله - الثانوية الشرعية بسبب حبه للعلم والعلماء، فكان متعلِقاً بالشيخ طاهر ملا الكيالي وولده الشيخ حسن كيالي، والشيخ نافع شامية والشيخ حكمت معلم وغيرهم. فأراد أن يرى فيَّ ما يُحبه ويتمنَّاه. وإني لأحمد الله جل شأنه، وأشكر لوالدي حسن اختياره، وأدعو الله له من أعماق قلبي، إذ كان سبباً في أن أسلك هذا المسلك العلمي الشرعي الدعوي.
 
- ممكن تحدثونا عن أساتذتكم وشيوخكم في الثانوية الشرعية؟
 
سعدت بثلاث مجموعات من الشيوخ والأساتذة في الثانوية الشرعية:
أ ـ شيوخي وأساتذتي الأجلاء في العلوم الشرعية.
ب ـ أساتذتي الكرام في العلوم العربية والكونية والفنية.
ج ـ شيوخ آخرون تشرفت بلقائهم والإفادة منهم ولم أدرس
عليهم.

- لنتعرف على شيوخكم في العلوم الشرعية:
من أبرزهم:

1 ـ العلامة المؤرخ الشيخ محمد راغب الطباخ ـ رحمه الله تعالى ـ 1293ـ1370هـ 1877ـ1951م
كان أستاذنا الطباخ قد عُيِّن عام /1356/هـ مديراً للمدارس الدينية التي كان من بينها (الخسروية) والتي سُمِّيت فيما بعد: (الثانوية الشرعية) وقد أخذ على عاتقه إصلاح هذه المدارس وتطوير مناهجها  لتخريج طلاب متمكنين من العلوم الشرعية ، منفتحين على العلوم العصرية ليعيشوا عصرهم، ويُحدِّثوا معرفتهم ، وهكذا أُدخِلت المواد العلمية الحديثة ، كالفيزياء والكيمياء ، والرياضيات ، والفلك ، وبالتأكيد كان شيخنا الطباخ أحد أهم أركان النهضة العلمية في مدينة حلب ، وأحد روادها الكبار ، ومعظم علماء حلب ومفكريها كانوا من تلامذته.

- المطبعة العلمية للشيخ الطباخ:
تكاد تكون المطبعة العلمية التي أنشأها العلامة الطباخ من أوائل المطابع في مدينة حلب ، وهي التي طبع فيها كتبه وخاصة كتابه الشهير: إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء،  وكتابه الرائد: الثقافة الإسلامية، وغيرها.

- ماذا درَّسكم الشيخ رحمه الله؟
درَّسنا مادتي: مصطلح الحديث والسيرة النبويَّة ومواد أخرى لا أذكرها.

- تكريم العلامة محمد راغب الطبَّاخ:
بُعَيْد وفاته أمر الرئيس السوري حسني الزعيم بمنح الشيخ العلامة الطباخ وسام الاستحقاق السوري لمكانته العلمية ومؤلفاته التاريخية الحضارية، وأُقيم حفل تكريم له في دار الكتب الوطنية ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ـ.

- ومَن أيضاً من مدرسي العلوم الشرعيَّة؟:

2ـ مفتي السادة الشافعية الشيخ محمد أسعد عبه جي ـ رحمه الله تعالى ـ
هو شيخ شيوخي وأستاذ أساتذتي  كان فقيهاً عالماً جليلاً، درَّسنا الفقه الشافعي، وكان صاحب خلق وتواضع، وكان صاحب دعابة ومرح.

- ومَن أيضاً من مدرسي العلوم الشرعيَّة؟
أذكر منهم:

3 ـ مفتي السادة الحنفية الشيخ محمد الحكيم ـ رحمه الله تعالى ـ
كان حقوقياً يحمل إجازة في الحقوق، مارس المحاماة لبعض الوقت، وتولى القضاء في حلب وفي غيرها مثقفاً يتقن الفرنسية، له مكانة كبيرة في المجتمع.
وقد درَّسنا البلاغة والأدب

- ومَن أيضاً من مدرسي العلوم الشرعيَّة؟
4ـ الفقيه الشافعي الشيخ عبد الله حماد ـ رحمه الله تعالى ـ
كان شيخاً مَهيباً صالحاً متواضعاً، حازماً جدياً، يحمل بعض الصفات العسكرية، وقد التحق بالجيش العثماني مجاهداً في سبيل الله في الحرب العالمية الأولى، ولمدة أربع سنوات، ثم تعرض للأسر لمدة سنتين في روسيا وغيرها. وقد درَّسنا الفقه الشافعي.

- ومَن أيضاً من مدرسي العلوم الشرعيَّة؟:
5 ـ المقرئ الفَرَضي الرباني الشيخ محمد نجيب خياطة شيخ قراء سورية 1321ـ1387 ، 1905ـ1976.
كان مرجعاً في القراءات، ومرجعاً في الفرائض (علم التركات) وله عدة كتب في علم التجويد والفرائض.
- وأذكر منهم أيضاً:
5 ـ المحامي الأستاذ عبد القادر كرمان ـ رحمه الله تعالى ـ
كان شرعياً حقوقياً، مارس المحاماة، وهو غير متفرغ للتدريس، خطيباً مفوهاً، وقد درَّسنا الخطابة والأدب والأحوال الشخصية. ودرستُ عنده كتاب شذور الذهب في النحو.
- التحدث بالفُصحى:
أذكر أنني وبعض الإخوة الطلاب قد تأثرنا به فتواصينا أن نتكلم العربية الفصحى، وأن نهجر العامية، مما كان له أكبر الأثر في
أن يصبح حديثنا بالعربية الفصحى سليقة.

- ومَن أيضا؟
6 ـ الداعية الكبير الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين ـ رحمه الله تعالى ـ 1335ـ1393/ 1916ـ1973.
إنه المجاهد ابن المجاهد الكبير شيخ أنطاكية الشيخ محمد زين العابدين ـ رحمه الله تعالى ـ قاوم الحكم الأتاتوركي العلماني القومي الطوراني الذي قضى على الخلافة العثمانية، وقاوم بعده الاستعمار الفرنسي، ونتيجة للاضطهاد والملاحقة هاجر إلى حلب عام 1939، فاستقرَّ فيها حتى تُوفي، ودُفِن في حلب ـ رحمه الله تعالى ـ .

- وماذا درَّسكم؟
درَّسنا مادة التفسير وعلم التوحيد بروحانيَّة عالية، وربانية خالصة، كان يمزج التدريس بالتوجيهات الدعوية، والمواقف الإيمانية، وكان يُعطي من نفسه القدوة في العمل الصالح.

- هل لنا أن نسمع شيئا من سيرته؟
كان الشيخ أبو الخير داعية بحق، مؤثراً بقوله وسلوكه وحاله، كان جميل الصورة، منور الوجه، يملك جذابية مدهشة كان يتكلم العربية الفصحى.

كان خطيباً في جامع الشعبانية، وبعدها خطب في جامع السبيل، خطيباً مؤثِّراً لا بصوته ونبرات كلامه، وإنما كان مؤثراً بإخلاصه، وأفكاره، وطرْح القضايا العامة، وهموم الأمة، ومعالجة المشكلات المعاصرة، وكان مسجده يوم الجمعة مقصوداً ومزدحماً بالمصلِّين إعجاباً بفكره وارتباط موضوع خطبته بالأحداث.

- ومَن أيضاً من مدرسي العلوم الشرعيَّة؟
7 ـ الأستاذ أمين الله عيروض ـ رحمه الله تعالى ـ
1325ـ1390هـ = 1907ـ1970م.

- وماذا درَّسكم ؟
فقد درَّسنا  أكثر من مادة، أذكر منها مادة النحو ومادة الخطابة.
- هل تسمعوننا نبذة عنه دراسته وعلمه – بارك الله فيكم - ؟
كان واسع الثقافة، ومنوعها، وجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية، وقد ساعده على ذلك إتقان اللغات الانجليزية والفرنسية والإيطالية، وأنه درس في الأزهر والنجف وإيطاليا على تنوع ثقافاتها ومناهجها وتنوع موادها، ومذاهبها وطريقة بحثها.

- وماذا عن شخصيته، وعلاقته بالطلاب؟
كان الأستاذ عيروض عالماً لا يلبس زِيَّ العلماء، ثائراً ليس له أنصار، كاتباً ليس له قرَّاء، زوجاً ليس له أولاد، فقيراً ليست له أموال، عفيفاً زاهداً ليس في تلاميذه أغنياء ولا تجار، بيته متواضع، وفرشه متواضع، يحب تلاميذه أن يزوروه في البيت، فهم الأقرب إلى نفسه، ينشر أفكاره بينهم من خلال ما يقرره عليهم في دروسه وزياراته، وما يكتبه من بحوث مطبوعة على ورق متواضع، وبغلاف متواضع. ولم يلازمه من الطلاب إلا القليل.

- ومَن أيضاً؟
8 ـ الشيخ محمد بلنكو مفتي الحنفية في حلب ـ رحمه الله تعالى ـ 1315ـ1412هـ =1897ـ1991م.

- وماذا كان يدرِّس؟
درست على يديه مادة مكارم الأخلاق، وتولَّى إدارة الثانوية الشرعية لبعض الوقت.
- وهل تولى بعض المناصب في الدولة؟
تولى الشيخ البلنكو منصب الإفتاء في مدينة حلب منذ عام 1957وحتى عام 1967، خلفه في المنصب الشيخ محمد الحكيم.

- وما أبرز نشاطاته؟
النشاط الاجتماعي في قيادة العمل الخيري ورئاسة الجمعيات الخيرية، وكان يتحرك هنا وهناك ليجمع لها الزكوات والتبرعات.
- ومَن أيضاً؟
أذكر من هؤلاء المدرسين:
9ـ المقرئ الشيخ مراد الحيلاني ـ رحمه الله تعالى ـ
درست عنده التجويد وبعض مواد اللغة العربية في المرحلة المتوسطة.
- صفاته وأعماله:
كان حافظاً لكتاب الله تعالى، مقرئاً، فقير الحال، إمام مسجد، طيباً صافي النفس، عظيم الخُلُق. وهو من كبار المقرئين المجودين ، كان يقرأ في إذاعة حلب ، وتخرَّج على يديه آلاف الخريجين من الثانوية الشرعية ومعهد العلوم الشرعية، ودار الحفاظ. أجزل الله مثوبته وأحسن إليه.
- ومَن أيضاً؟
10 ـ العالم الرباني الفقيه الشيخ محمد سلقيني ـ رحمه الله تعالى ـ 1330ـ1422هـ =1912ـ2001
ماذا كان يدرِّس؟
إنه من سلالة أسرة علمية كريمة تنتسب إلى مدينة سلقين غرب مدينة إدلب، درست عليه أصول الفقه، وكان عالماً ربانياً جليلاً، فقيهاً مخلصاً.
وماذا عن والده – رحمه الله - ؟
والده الشيخ إبراهيم سلقيني، أحد كبار العلماء في حلب، لكني لم أعاصره، وقد سُمِّي حفيده الأخ الكريم الدكتور الشيخ إبراهيم سلقيني باسمه.
وماذا عن حفيده الدكتور. إبراهيم سلقيني - حفظه الله - ؟
- هو مفتي حلب حالياً.
- وعميد كلية الشريعة في جامعة دمشق سابقاً.
- وعميد كلية الدراسات الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة ـ دُبي ـ .
أولاد الشيخ الفقيه محمد سلقيني - رحمه الله - ؟
وأغبط الشيخ الجليل أن معظم أولاده تخصصوا في علوم الشريعة، وتابعوا الدراسات
العليا واكتسبوا من أبيهم اللطف والرقة والأدب الرفيع.
ورغم هيبة أستاذنا الشيخ محمد ووقاره، فكنتُ ألقاه في مصيف البدروسية (اللاذقية) وأفراد عائلته، ولشدَّ ما كنت أعجب بسباحته الماهرة في البحر، ويشرف على تدريب أولاده ـ رحمه الله تعالى ـ.
من أيضا من مدرِّسي العلوم الشرعية؟
11 ـ الفقيه الأصولي الشيخ محمد الملاح ـ رحمه الله تعالى ـ1328ـ1408هـ =1910ـ1987م
درست على يديه علم مصطلح الحديث. كان الشيخ متمكناً في علم الفقه الحنفي وأصوله.
الشيخ محمد الملاح على من تلقى الفقه؟
كان الشيخ معتزاً بما حظي به من صُحبة العلامة أحمد الزرقا، ثم ولده العلامة الشيخ مصطفى الزرقا وما أفاد من علميهما وتلمذته عليهما، ومن قبله والده الشيخ العلامة أحمد الزرقا، وجده الشيخ محمد الزرقا ـ رحمهم الله تعالى ـ كان يفاخر أنه التلميذ الخاص للشيخ مصطفى الزرقا.
يُقال: كان الشيخ الملاح يحفظ حاشية ابن عابدين التي درس شرحها على العلامة الشيخ أحمد الزرقا وأجازه فيها.
وماذا عن حياته الاجتماعيَّة؟
والشيخ الملاح تزوَّج وأنجب في سن متقدِّمة، لذلك كان متفرغاً لطلب العلم، عاشقاً للفقه، متبحِّراً فيه.
وعن صفاته الشخصيَّة وناحيته العلميَّة؟
كان سريع الغضب، شديد الحساسية، قوي الثقة بما حصَّله من علم العلم وبذله...
شديد الاعتداد برأيه وفتواه. بعيداً عن العمل العام، والشأن العام، قد فرَّغ نفسه لتحصيل العلم.
قال الشيخ تيسير كعيد في ترجمته ( ): هو العالم الغيور على دينه، والمتألم الحزين على حال كثير من علماء المسلمين الذين ذلَّوا وهانوا بتزلفهم وتملقهم للحكام والمسؤولين، والرافض لكل زيف وبدعة تسيء إلى سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
ومَنْ أيضاً من المدرِّسين؟
12ـ الفقيه الشافعي النحوي الشيخ محمد ناجي أبو صالح ـ رحمه الله تعالى ـ1322ـ1414هـ = 1904ـ1993م
للشيخ محمد ناجي أبو صالح طريقة مميزة في تدريس النحو، ما هي؟
كان من أكثر شيوخنا وأساتذتنا إفادةً لنا في ميدان اختصاصه، وهو النحو والصرف، فقد كان بحقٍّ متخصِّصاً، وكانت له طريقة مميَّزة في عرض المادة في مجال التطبيق، فقد كان يُدوِّن بيتاً من الشعر، أو شاهداً من النحو على السبورة، ويخرج الطالب ليفصِّل القول في كل حرف أو كلمة، أو جملة من الناحيتين النحوية أو الصرفية، وهكذا طالب بعد طالب على التوالي مع شواهد جديدة، وكــل ذلك بإشراف أستاذنا أبي محمود الشيخ ناجي ـ طيب الله ثراه ـ. لقد كان الدرس مبهجاً وماتعاً وجذاباًَ لا يكاد يمل ، وفي جو من التنافس العلمي المحمود، رغم أن الشيخ كان حازماً جاداً، لكن طريقته كانت بديعة أفدنا منها الكثير.
ماذا عن أبناء الشيخ محمد ناجي أبو صالح – رحمه الله - ؟
أذكر منهم الأخ الدكتور عبد القدوس أبو صالح، وهو مُتخصِّص في الأدب العربي، ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية( )، ورئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي التي تصدر من الرياض، كان أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود ولفترة طويلة، وفي قسم الدراسات العليا حيث تخرج على يديه كثير من حملة شهادة الدكتوراة.
ومَنْ أيضاً من المدرِّسين؟
13 ـ الشيخ عبد الوهاب سكر ـ رحمه الله تعالى ـ 1316ـ1407هـ =1898ـ1986م
ما أبرز صفاته – رحمه الله - ؟
هو عالم جليل، هادئ الطبع ، متئد الحركة، جميل الطلعة، أنيق اللباس، طويل القد، حلو البسمة، يتخيَّر الكلمات، إذا مشى انتصبت قامته كخط مستقيم، يلبس عمة مرتبة، وتُزيِّن وجهه لحية كثة جميلة طويلة منسقة.
وماذا درّسكم ؟
درَّسنا مادة فقه السيرة وتراجم أبطال الإسلام.
- ومَنْ أيضاً ؟
14ـ الأستاذ الشيخ علاء الدين علايا ـ رحمه الله تعالى ـ
درَّسنا مادة علم النفس، كان قد قدِم من مصر مجازاً في الشريعة من الأزهر، وأُوكل إليه تدريس هذه المادة، فقد كان يُحلِّق فيها، وخاصَّة أنه كان يحلو له أن يقرِّرها في الهواء الطلق، وحديقة الثانوية الشرعية.
والأستاذ علايا كان نشيطاً متكلماً قوي الشخصية، شغل وظيفة مفتش مادة التربية الإسلامية في مدينة حلب.
إلى هنا انتهى بنا الحديث عن أبرز مدرسي الأستاذ/فاروق بطل،  في الثانوية الشرعية، العلوم الشرعية خصوصاً.
ونَعِدُ القرَّاء الكرام بتكملة للحوار شائقة ماتعة وذلك بالحديث عن أهم الأساتذة في العلوم العربية والكونيَّة والفنيَّة.
دمتم في خير.
 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين