الغوطة: أرض الرجولة والبطولة والصمود

لقد صارت غوطة دمشق أيقونةً ثوريةً ومثلاً يُضرَب في الصبر والصمود، لم يكسرها الحصارُ الثقيل الطويل بالأمس بفضل الله، ولن تنكسر اليوم -بإذن الله- ولو قصفها المجرمون بعشرة آلاف برميل وصاروخ. سوف يَلِدُ الأحرارُ مزيداً من الأحرار وسيَبنون ما يهدمه المجرمون من بُنيان، وسوف يأتي يومٌ يتذكر فيه الأبناء تضحيات الآباء فيقولون: لقد كان لنا آباء عِظام قهروا نظام الإجرام وطهّروا من رجسه أرض الشام.

* * *

لن يُرهب إجرامُ العدو وقصفُه المجنون المؤمنين الصامدين الصابرين في الغوطة، ولن تُخضعهم مئات الغارات كما لم تركعهم شهورُ الحصار الطوال. ليست غوطة دمشق أقلَّ رجولة وبطولة من غيرها من بقاع الأرض التي ضربتها الزلازل والأعاصير والحروب، فصمدت وأبت الاستسلام واستعصت على الفناء. لن تُكسَر الغوطة -بعون الله- مهما اشتد الكرب ما دام فيها رجال يملكون عزائم بأوزان الجبال.

* * *

اللهمّ كما أشهدتَنا مَصارع المجرمين في إدارة المركبات اليوم نسألك -اللهمّ- أن تُشهدنا نهاية هذا النظام المجرم ومَصارع رؤوسه جميعاً في يوم قريب. اللهمّ امنُنْ على مجاهدي الغوطة المباركة بنصر عظيم، اللهمّ اكشف الضرّ عن أهلنا المصابين الصابرين في الغوطة المباركة، وارفع عنهم الخوف والبلاء وأبدلهم به أمناً وعافية، عاجلاً غيرَ آجل يا رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين