أحقُّ باللوم

نحن المسلمين أحق باللوم من عبدة الأصنام، لأننا فرطنا في دعوتهم.

 

أحقُّ باللوم -لا تعجبْ- وبالعار == من عابد الصنم المشنوء والزاري

أنا وأنت وملياران أمتنا == فقد نسينا وصاة الخالق الباري

أن بلغوا الدين اُنْصرْه وتنتصروا == وتصبحوا غر أجنادي وأنصاري

ألوم قبل ذوي الأصنام غفلتنا == عنهم بعشق أباطيل وأسمار

وعزمنا قد خبا من بعد وقدته == فهو الرماد الذي يشتاق للنار

أما السيوف فقد كلَّتْ وقد صدئت == إذ لم تُسَلَّ إلى فتح ولا ثار

                                           ***

وربما لو أريناهم شريعتنا == وهي المفاز ومنجاة من النار

لأسلموا ورأوا أصنامهم سفهاً == من صنع أرعن ملتاثٍ وكفار

وصيَّروها حطاماً ثم في عجل == ألقوا بها مزقاً من شاهق هاري

فأصبحت ساح جرذانٍ مشردةٍ == أو قطةٍ تطلب المأوى وصرصار

فيزدريها الذي قد كان يعبدها == لأنه قد رآها منتهى العار

وصار أفضل منا عزمةً صدقت == ونيةً كالسنا في رأد آذار

يعيش كالصقر والقرآن رايته == وحوله الشمُّ من عفٍّ ومغوار

                                           ***

وربما لامنا لوم الحفيِّ بنا == ولومه كفتيق المسك في الدار

هو المودة في ابهى غلائلها == ورقّة العتب بين الجار والجار

فلم نلُمْه وقلنا فاصطبِرْ تَرَنا == عند السُّرى ملء أسماع وأبصار

أنا وأنت وملياران أمتنا == ندعو إلى الله في حب وإيثار

وربما قدتنا ندعو ذويك غداً == فأنت أحنى وأدرى أيها الساري

                                       ***

تظل أمتنا كالغيث واعدةً == لأنها قدر من أنعم جاري

موعودةً أن ربَّ العرش حافظها == وجلَّ من حافظٍ بَرٍّ وجبار

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين