الفهم الحرفي للنصوص قد يفتح أبوابا للتكفير-8-

 

هذه بعض البحوث المنتقاة من كتاب فضيلة الشيخ محمد أمين محمد الحامد " الميزان" الذي ناقش فيه بعض نواقض الإيمان في كتابه الذي نشرناه كاملا على موقعرابطة العلماء السوريين. وهذا رابطه:

 http://islamsyria.com/site/show_library/1031%20

ونحب أن نذكر القراء بأن ما ينشر في هذا الموقع لا يعبر دائما عن موقف علماء الرابطة من كل ما ينشر ، بل هو اجتهاد شخصي ينسب لقائله .

يظن الكثير أن كل الفوز والنجاح في الدار الآخرة ، لايكون إلا بالتمسك الحرفي في فهم النصوص الشرعية، وأن من فعل ذلك حصل بإذن الله على السلامة والفلاح عندالله تعالى في الدار الآخرة، وتبرأ كذلك من الشرك والكفر، وهم في تحمسهم لهذا المبدأ يشنعون على أصحاب الرأي الذين ينهجون منهج التفكير العميق في معاني النصوص، والتأمل البعيد في حكمتها وهدف مشروعيتها وما ترمي إليه ، وما تريده في مجموعها عند وضعها في المقارنة مع غيرها في موضوعها أو موضوعات متشابهة ، من أجل أن تكون متعاونة لا متصادمة ، تسير على نسق واحد ضمن مبدأ عام ، يخدم في تحقيق الطمأنينة والعدالة وتحقيق مصلحة العباد .

وإذا تسرَّعت قليلاً في شرح هذا الموضوع ، وصرحت في الابتداء بالرأي الصحيح أو الراجح عند الجماهير من العلماء ، فإن أول ما يمكن أن يوصف هذا الرأي الذي يحبذ الفهم الحرفي للنصوص ، بأنه فيه سذاجة مفرطة، وتسطيح للحقائق أي تبسيط شديد لها، بحيث يظن الإنسان أن الفهم العام للنصوص أو الاجتهاد فيها، أمر في منتهى السهولة واليسر، وأن هؤلاء الفقهاء هم الذين عقدوا مسائل الفقه وطولوا طريقها، بحيث أصبحت مادة الفقه من أصعب المواد الشرعية على التعلم والفهم، وكانت النتيجة على رأيهم أن ظهرت مذاهب فقهية ترفيه، لاداعي لها ولايوجد أي مسوغ لكل هذه الخلافات الفقهية في جميع المسائل، التي ملأت صفحاتها عدداً كبير من المجلدات الضخمة ، والتي قد يقضي الإنسان حياته كلها ، دون أن يتمكن من قراءة بعضها .

إن هذا الاتجاه الفقهي للفهم الحرفي للنصوص، له تاريخ قديم مع الأسف ، فقد وجد منذ بداية ظهور العلوم الشرعية ، حين أصبحت ضرورة لتعلم أحكام الصلاة والزكاة والصيام، وأصبح الطلب على الفتيا والاستفتاء ضرورياً، لمعرفة الأحكام الشرعية، وما هو التفسير الديني للنصوص المتعارضة أو المبهمة ، أو التي تحتاج إلى توجيه خاص في التفسير .

لكن هذا الاتجاه الفقهي لم يسيطر على جماهير العلماء ، وبقي محدوداً أو هامشياً ، ويذكره العلماء في كتبهم على أنه قول من الأقوال . لكن لا يأخذون به في فتاويهم واجتهاداتهم الفقهية التي تراكمت وشكلت فيما بعد مذاهب فقهية أربعة في غالبيتها ،

الطامات والشذوذ والانحراف :

لكن الأصح أن هذا الاتجاه الفقهي لفهم النصوص بشكل حرفي ، قد يأتي بالطامات والشذوذ والانحراف ، وخصوصاً عندما يسيطر ويتحكم ويمتلك القوة والنفوذ ، وهذا هو ما نراه اليوم من هؤلاء المتطرفين ، الذين شوهوا الإسلام ودمروا أهله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وسأضرب لهذا أمثلة ثلاث :

انظر الحلقة السابعة هــنا

وسيأتي ذكر الأمثلة الثلاثة لخطورة الفهم الحرفي لبعض الآيات في الحلقات القادمة

أ - المثال الأول :الحكم بغير ما أنزل الله :

ب - المثال الثاني:معنى إرادة الحياة الدنيا. في قوله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ? وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة هود الآيات 15،16.

ج-معنى قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) سورة الحاقة الآية 44،45،46،47.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين