غضّ الأبصار يقي كثيراً من الشِجار

كل امرأة تضيق بنظر زوجها إلى النساء، ويتفاوت ضيقها بين الاستياء المكبوت والغضب المفلوت؛ وكلاهما يمهد لنزاع بين الزوجين.

والإسلام خير من يقي هذه النظرات حين ينهى الله سبحانه عنها فيأمر بغض البصر: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ»، «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ».

وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري. صحيح مسلم.

قال النووي في شرح الحديث: ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك؛ ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال؛ فإن استدام النظر أَثِم؛ لهذا الحديث، فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره.

وتؤكد الدراسات الحديثة أن الزوجات يضقن كثيراً بنظرات أزواجهن إلى النساء، بل إن هذه النظرات في مقدمة ما يشتكينه فيهم. وتذكر مؤلفة كتاب (عقل الرجل) «لو آن بريزيدين» أن الزوجات يفسرن نظرات أزواجهن إلى النساء على أنها غير بريئة، وأنها دليل على عدم إخلاصهم لزوجاتهم، وعلى فقدان حبهم لهن.

وتقول بريزيندين: من الرجال من يُفلح في كبح نظراته وتقييدها، ومنهم من لايكلف نفسه القيام بذلك فيتركها طليقة دون اهتمام بغضِّها.

وينصح العلماءُ الرجالَ والنساء بمجاهدة النفس وتعويدها غض البصر والصبر على ذلك، وعدم اليأس من النجاح فيه قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا». العنكبوت 69.

وقال صلى الله عليه وسلم: (......ومن يستعفف يُعفّه الله، ومن يستغنِ يُغنِه الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله...). صحيح البخاري.

فيا أيها الزوجان الغاليان، لقد أغنى الله كلاً منكما بصاحبه عن الحرام، وهو له سِتر

ودفء وسكينة وقُرب، كما يكون الِّلباس لِلابِسِه: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ». البقرة 187.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين