النقد بين البناء والهدم!

يُعَد النقد - أو النصح - من أهم المبادئ في الإسلام، لكنه نقدٌ منضبط بغايته، وهي إصلاح المنصوح لا إسقاطه أو إهانته!.

أما النقد المطلق، أو النقد للنقد، أو حرية التعبير المطلقة! فكل هذه المسميات ليست من أخلاق الإسلام في شيء، بل هي من أخلاق اليهود! فهم أول من دعا إلى ذلك؛ ليزعزعوا ثقة الناس بدينهم ومبادئهم وثوابتهم! فليس هناك شيء فوق النقد والتعديل والتغيير بزعمهم! حتى لو كان المنتقَد حدًّا من حدود الله تعالى!. 

وكان أول ما هدفوا إليه من دعوتهم هذه غرضان:

الأول: نقد الكنيسة؛ لتهوين أمرها، والحط من قدر رجالها في نفوس أتباعها؛ تمهيدًا لإسقاط حكمها، ثم ليخلفها في حكم "أوربا" العلمانيون، الذين لا يلتزمون بنصرانيتهم، وتربطهم مع اليهود علاقة ودية أخوية، والتي سوف تؤول إلى تحقيق مصالحهم المشتركة، بخلاف متديني النصارى فإنهم يبغضون اليهود أشد البغض، وينظرون إليهم على أنهم قتلة المسيح -على نبينا وعليه السلام- بزعمهم!. 

الثاني: هدم الخلافة الإسلامية بعد التهوين من شأنها بالنقد الحر، كما زعموا!. وقد استعان اليهود بعلمانيي الغرب والشرق؛ فكانت الأحزاب والجمعيات والصحف الناقدة! حتى قامت الثورة الفرنسية (1789م) على الكنيسة فأسقطتها! وقامت بعد ذلك الثورة العربية على الخلافة العثمانية الإسلامية مستعينةً بقوى أجنبية؛ فسقطت الخلافة سنة (1924م)!. 

وبسقوط الخلافة، والكنيسة تحقق حُلم اليهود في تأسيس دولتهم المزعومة على تراب فلسطين الطاهر! بعدما آل الأمر إلى من ليست لديهم الغيرة على دم المسيح في الغرب! ولا على المسجد الأقصى، وأُولى القبلتين في الشرق!.

فعلى المسلم ألا ينتقد أي شخص أو جهة قبل أن يعلم ضوابط النقد النافع، ومتى وكيف يكون؟!. 

والله تعالى أعلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين