سوانح بارقة -39-

 

• لا يستهانُ بموقعِ الفردِ من الأمة،

فهناك أفرادٌ كثيرون تميزوا بتأثيرهم في المجتمعِ الإسلامي ومناهجِ العلمِ وما إليها،

وأسهموا في بناءِ الحضارةِ الإسلاميةِ بحظٍّ وافر،

وقد تكونُ واحدًا منهم إذا كنتَ متمكنًا من العلم، 

ذا عزمٍ وحبٍّ في الإصلاح،

واقنعْ بتأثيرِكَ ولو في أفراد، 

أو جانبٍ من واقعِ المجتمع، 

أو أيِّ شأنٍ من شؤونِ الأمة.

 

• من نجاحِ العالمِ في أسلوبِ تعليمه: 

معرفتهُ بطبائعِ تلامذته، 

وإلمامهُ بظروفهم، 

وإدارةُ الحوارِ معهم،

إضافةً إلى معرفتهِ بقدراتهم العلميةِ وتقديرها،

ولهم في ذلك أخبارٌ وقصصٌ رائعةٌ تنمُّ عن علمٍ وتربيةٍ وأدب،

فيها فوائدُ وعبرٌ وأُنسٌ وعجب!

يرويها تلامذتهم في كتبِ التراجمِ والأدبِ والتاريخِ والزهدِ والرقائق..

 

• لن تجدَ أسوأ من صفتي الظلم، والتكبر،

وكأن بينهما تلازمًا! 

فالكبرُ كما عرَّفهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: 

"بطَرُ الحقّ، وغَمْطُ الناس"، 

أي: احتقارُهم والاستهانةُ بحقوقهم. 

اللهم إني أعوذُ بكَ أن أتصفَ بهاتين الصفتين القبيحتين أو إحداهما،

وأعوذُ بكَ أن أكونَ جارًا لمن اتصفَ بهاتين الصفتين السيئتين أو إحداهما،

وأعوذُ بكَ أن تحوجني إلى أحدٍ منهما.

 

• معاملةُ العدوِّ المحاربِ غيرُ معاملةِ الآخرين،

فإنهم أعداءٌ يتربصون ليفتكوا بنا،

وينتظرون غرَّةً منا أو ضعفًا ليقتلونا عن آخرنا ويأخذوا أرضنا،

فلا نريهم إلا احمرارَ العينِ والسيفَ المشهور،

ونُغلِظُ لهم القولَ ولا نلينُ المعاملة؛

ولهذا قالَ ربُّنا جلَّتْ قدرته:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}

[سورة التحريم: 9].

أي: شدِّدْ عليهم وكنْ على حذرٍ منهم، 

حتى يرعَووا، 

وتنكسرَ قوَّتُهم، 

ولئلاَّ تحدِّثَهم أنفسُهم بالعبثِ بأمنِكم،

فالحزمُ هو المطلوبُ هنا،

ليعرفوا أننا لا نجاملُ العدوَّ ولا نَلينُ له،

ولا نثقُ به ولا نُخدَع.

وما يُذكَرُ في تاريخنا من (رحمةِ) بعضِ السلاطينِ والحكامِ بهم، 

هو لحكمةٍ وسياسةٍ شرعيةٍ آنيةٍ أو تصرفٌ شخصي.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين