سوانح بارقة -38-

 

• يا بني، 

اقرأ علومَ الشريعةِ على العلماء، 

واقرأ في البيتِ أخبارَ علماءِ الإسلامِ العارفين، 

وأولياءِ الله الصالحين، 

وزهدِهم ورقائقهم، 

لتتربَّى على الخشيةِ مع العلم، 

فإنه لا خيرَ في علمٍ لا يقودُ إلى الإيمانِ والخشيةِ والالتزام.

 

• السعادةُ لا تكمنُ في أمورٍ معينة، 

بل تكونُ حسبَ اهتماماتِ الناسِ وتخصصاتهم وهواياتهم. 

فالطالبُ يَسعدُ إذا نجح، 

والباحث العلميُّ يفرحُ كثيرًا بنتيجةِ بحثهِ الطويلِ والدقيق، 

والجوادُ يَسعدُ إذا أَعطَى، 

والأمُّ تَسعدُ وهي ترى أطفالها يكبرون، 

والمزارعُ يسعدُ إذا رأى زرعَهُ أو بستانهُ أخضرَ مثمرًا،

والمخترعُ يسعدُ وهو يرى مخترعاتهِ بين أيدي الناس. 

وهكذا. 

وأذكرُ من مطالعاتي أن فقيهًا توصلَ إلى جوابِ مسألةٍ فقهيةٍ معقدة، 

ربما في الطلاق، 

فقامَ يرقصُ من الليلِ فرحًا بالجواب، 

فظنتْ زوجتهُ أنه جُنّ! 

 

• لا أحدَ يقدرُ على الكتابةِ خارجَ نطاقِ هذا الكون،

فإذا كتبَ في الغيبياتِ استندَ إلى الوحي،

وهو خارجٌ عن نطاقِ علمِ الإنسان،

والكونُ أوجدَهُ الله تعالى من غيرِ مثالٍ سابق.

ولو فكرَ الملحدُ بشيءٍ آخرَ غيرِ هذا الكونِ لما عرف،

ومع هذا فهو يتمردُ على خالقه،

فيؤمنُ بالكونِ ولا يؤمنُ بموجده!

 

• إذا كانت مجالسُ الأدباءِ تحلو بالشعرِ والأدبِ والنكتة،

فإن مجالسَ العلماءِ تحضرها الملائكة،

وتجلَّلُ بذكرِ الله ورسوله،

وتعلو بالعلومِ الشرعيةِ المفيدة،

ولا تخلو من أدبٍ هادف،

وشعرٍ في حكمة،

وما يُستَشهدُ به لغة.

 

• اعلمْ يا ابنَ أخي، 

أنكَ إذا أخلصتَ في العلمِ رفعَ الله قدركَ عندهُ وعند الناس، 

وإذا خنتَ فيه، 

فلبَّستَ أو ارتشيتَ أو كتمتَ أو ركنتَ به لظالم، 

حطَّ قدرك، 

وكنتَ مضربَ المثلِ في السوء.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين