لوحة معكوسة

 

رغم أن الوثاب ووسائل التواصل قربت البعيد، ووصلت القريب الحبيب، والصديق الأريب،

وعرّفت على ثلة من أهل العلم والفضل… 

 

إلا أن مساوئها لا تقل عن محاسنها، ومثالبها لا تغطيها مناقبها… 

 بعّدت القريب، وقطعتْ حبل ود كان متصلًا، وملأت بالشحناء قلوبًا، وأوغرت صدورًا…

 

كشفتْ عن مظاهر لم تكن لتراها لولاها… 

 

فمن اللوحات المعكوسة! أناس من عِلْية القوم، طلاب علم، أطباء، مهندسون، مدرسون في المدارس أو الجامعات! 

يرسلون رسائل وينقلون مقولات ومقاطع لا تقبلها من عوامَّ!!

من فوائد طبية عظيمة للقرع! وغيره من فواكه أو خضراوات أو أعشاب! 

إلى مقاطع عن إعجاز كوني أو حيواني أو نباتي، 

إلى صور نباتات غريبة تشبه البشر، 

فضلا عن أحاديث نبوية وأخبار تاريخية وسياسية

 

كل ذلك من غير توثيق ?لبتة!! 

بل كلام مرسل، أكثره أكاذيب وطامات ومقاطع مركبة! 

كيف استساغت عقولهم قبولها!! 

أين طاشت علومهم وحلومهم ودراساتهم! 

 

وكل هذا في كِفة، مقابل نقلهم رسائل الحشاشين والاستهزاء بالنساء تارة! وبالرجال أخرى، ثم الاستهزاء بأهل بلد، بل بأهل قطر بأكمله! بحجة الطرفة والمزاح!!

 

وأما اللوحة الأكثر غرابة وانعكاسًا!

فأناس تعرفهم من أهل العلم والفضل، تلقاهم في درس أو محاضرة، أو في سهرة أو حديقة، 

فما ألطف شمائلهم! 

وما أجمل أخلاقهم!  

وما أرق مشاعرهم! 

لا تفارق البسمة محياهم! 

 

فإذا ما قعدوا على الوثاب انعكس الحال! واضطرب المقال! 

وتبدلت خليقتهم! وساءت شِمالهم! كأنهم لا يعرفونك ولا تعرفهم! وكأنهم أناس آخرون! ورأيت منهم عجبًا! وحار عقلك في تفسير هذه الظاهرة!!… 

 

 

فاللهم إنا نسألك خير هذا الوثاب وخير ما صُنع له،

ونعوذ بك من شره وشر ما صنع له… 

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق،

لا يهدي لأحسنها إلا أنت،

واصرف عنا سيئ الأخلاق،

لا يصرف سيئها إلا أنت. 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين