من يحب سوريا ؟

 

يحاول إعلام النظام وأبواقه أن يصوروا لمتابعيهم أن جماعته ومؤيديه هم وحدهم الذين يحتكرون حب سوريا وعشق ترابها وسمائها وأرضها ومدنها وقراها، وأن معارضي هذا النظام ما هم إلا جماعات مسلحة إرهابية، ارتهنت للخارج، وباعت الوطن، ورضعت الكراهية من أثداء الذئاب، وازدردوا الحقد في شعاف جبال تورا بورا.

نحن سوريون أبا عن جد، أكلْنا قمح الجزيرة، وشربنا ماء الفرات، وتفكهنا ببرتقال الساحل، واستظلننا أفياء الغوطة، واغتسلنا بغار الشهباء، وتنسّمنا عبق هواء الشام: سهلها وجبلها، بحرها وبرّها.

فمن أولئك الذين يزايدون علينا بالمحبة؟ ويُدلّون علينا بالولاء؟

ويتهموننا بالتبعية للخارج؟ ويحاولون نزع المواطنة عنا؟

هناك خلط كبير بين الوطن وبين النظام الحاكم، نحن مع الوطن بكل أطيافه ومكوناته، قد نختلف في هذه المسألة أو تلك، لكن تظل خيمة الوطن تظلل الجميع، أما الأنظمة فهي زائلة، شاءت أم أبت، طالت إقامتها أم قصرت.

الوطن أكبر من الجميع، فإذا أردتم الاجتماع والوحدة فاجعلوا ولاءكم للأوطان، أما إذا أردتم الانقسام والتمييز فاجعلوا الولاء للأشخاص. 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين