النبي صلى الله عليه وسلم في حياته الزوجيَّة

 

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير زوج عرفته الدنيا في معاملة زوجاته، والعدل بينهن في النفقة، والكسوة، والسكنى، والبيتوتة، مع أنه صلى الله عليه وسلم كان مخيراً في القسم بينهنَّ في البيتوتة قال تعالى: [تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَلِيمًا] {الأحزاب:51} ومع هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل بينهن في كل شيء مما هو داخل في الاختيار، والإمكان. حتى في الملاطفة والمؤانسة، مما هو ليس بداخل في القسم بينهن.

وقد خصَّ الله عزَّ شأنه، وعلت حكمته رسوله صلى الله عليه وسلم بأن: أباح له من الأزواج ما لم يبحْ لغيره، فقد تزوَّج إحدى عشرة زوجة دخل بهن، منهن اثنتان ماتتا في حياته صلى الله عليه وسلم، وهما: السيدتان خديجة وزينب بنت عبد الله المعروفة بأم المساكين - رضي الله عنهما ـ وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع، وهن: عائشة بنت الصديق، وسودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر، وأم سلمة بنت عبد الأسد، وزينب بنت جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وصفية بنت حيي بن أخطب النضيرية، وميمونة ينت الحارث الهلالية، وكان له جاريتان تسراهما: مارية القبطية التي أهداها له المقوقس عظيم مصر، وريحانة بنت زيد اليهودية، وقد ماتت في حياته، رضي الله عنهم جميعاً.

وقد كان لهذا التعدُّد الذي أباحه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حِكم عالية، ومقاصد شريفة، وأسرار دقيقة، ولم يكن الباعث عليه إشباع الرغبة الجنسية، أو الهوى كما يزعم بعض أعداء الإسلام ونبي الإسلام، كالمبشرين والمستشرقين، وأبواقهم المرددين لكلامهم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، وليس من قصدي الآن الإفاضة في ذلك فلذلك مقام آخر.

وإذا كان الإسلام جعل للمرأة حقوقاً لم تكن تحلم بها، ورفع من شأنها فقد حظي بالنصيب الأوفى من ذلك نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولما أنكر الفاروق عمر رضي الله عنه على زوجته أن تراجعه في أمر قالت له: عجباً لك يا ابن الخطاب!! أما تحب أن تراجع في شيء، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، فذهب إلى ابنته يسألها، فإذا هي تؤكد له ذلك - رواه البخاري ومسلم - فهل هناك حق لهنَّ أفضل من هذا؟

وكان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يوصي بالنساء خيرا ويقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) - رواه ابن ماجه - وفي حجَّة الوداع أوصى المسلمين بهن خيراً، وكان آخر ما أوصى به قبيل الوفاة، الوصاة بالنساء، وما ملكت الأيمان، وهم الأرقاء.

بطولة نبويَّة:

وإنَّ الإنسان ليعجب حقاً كيف وفَّق النبي صلى الله عليه وسلم بين هؤلاء التسع، وهن مختلفات في السن، والطبائع، والأخلاق، والمشارب، والقبائل؟! ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بسعة عقله، وقلبه، ورحابة صدره، وكرم أخلاقه أمكنه أن يحسن عشرتهنَّ، ويعدل بينهن وأن يوفق بين رغباتهنَّ، وأن يعشن عيشة الأخوات المتحابات، لا عيشة الضرائر المتشاحنات.

وإنها لبطولة حقاً أن يكون عنده صلى الله عليه وسلم هذا العدد من الزوجات، ويقوم بأعباء الرسالة، وتكوين خير أمة أخرجت للناس، وأول دولة في الإسلام على خير ما تكون الدولة، إن الواحد منا تكون عنده الزوجة الواحدة والقلة من الأولاد، ومع هذا يكون في شغل شاغل، وفي حيرة من التوفيق بين حقوق زوجته، وأولاده وبين القيام بواجبات عمله على الوجه المطلوب!! ولكنه -كما قلت - النبي الذي وسع الناسَ جميعاً بعقله، وقلبه، وصدره، وعطفه، وبِرِّه، وهنَّ أيضا خيار نساء هذه الأمة الحريصات على رضاء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومع كونهنَّ بهذه المنزلة فلم تخلُ معاشرتهنَّ للنبي صلى الله عليه وسلم من بعض المضايقات، والتحزُّبات والمؤامرات بسبب ما رَكَز في فطرة المرأة ـ مهما سمت ـ من الغيرة، وحب الاستئثار بالزوج، وعطفه، وبره.

طلبهنَّ التوسعة في النفقة:

فمن ذلك أنهنَّ اجتمعن على النبي صلى الله عليه وسلم، ورغبن إليه أن يوسع عليهنَّ في النفقة، وأن يكون لهنَّ ما لنساء الملوك والأمراء، وأصحاب الجاه والثراء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ نفسه، وأهله، وولده بالتقشُّف، والتقلُّل من طيِّبات الحياة الدنيا وزخارفها، وفرض على نفسه وعليهنَّ لوناً من ألوان المعيشة لا يتميَّز عن معيشة عامَّة الأمَّة إن لم يقلّ، لأنَّه هو صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين جميعاً أميرهم وسوقتهم، وغنيهم وفقيرهم، فإذا أسرف، وعاش عيشة البذخ والبطر، فماذا يكون حال الخلفاء والأمراء من بعده؟! وإذا أسرف وعاش عيشة الملوك أفلا يكون في هذا مبرر لمن يلي أمر المسلمين بعده؟ لقد كان هذا المعنى يردده الفاروق الملهم عمر رضي الله عنه إذا ما ليم على ما أخذ به نفسه وأهله من التقشُّف البالغ وهو خليفة المسلمين وقد فتحت الفتوحات العظيمة حتى فاض المال، وكثر الخير، وكان يقول في حقِّ الرسول صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه: (هما المرءان يقتدى بهما)!.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو محل القدوة والأسوة للأمة فلتكن نساؤه رضي الله عنهم كذلك هنَّ محل القدوة لنساء هذه الأمة!

فلما اعتزل النبيُّ نساءه شاع ذلك، وعظم الأمر على الصحابة رضي الله عنهم ولا سيما وزيراه أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما فذهب الصديق أبو بكر رضي الله عنه إلى المشربة التي اعتزل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس جلوس محزونون! فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له، ثم جاء الفاروق رضي الله عنه فاستأذن فأذن له، فوجدا النبي صلى الله عليه وسلم واجماً ساكتاً وحوله نساؤه، فقال أبو بكر: لأقولنَّ شيئا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لو رأيت بنتا حارجة - يريد زوجه ـ سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (هنَّ حولي يسألنني النفقة)!

فقام أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما إلى ابنتيهما يزجرانهما، ويقولان: لا تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فقلن: والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أبدا ليس عنده، فلما مضت مُدَّة الاعتزال أنزل الله آيتي التخيير قال عزَّ شأنه: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا] {الأحزاب:28-29} فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وقال: (يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحبُّ أن لا تعجلي فيه، حتى تستشيري أبويك) قالت: (وما هو يا رسول الله)؟! فتلا عليها الآيتين فقالت: (أفيك أستشير أبوي)؟! بل أختارُ الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. 

فأبى الرؤوف الرحيم، والمربي الحكيم، وقال: (لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني متعنتاً، وإنما بعثني معلماً ميسراً)! ثم خيَّرهن جميماً فكلهنَّ اخترنَ الله تعالى ورسوله، رضي الله عنهنَّ، وهـذا هو الظن بهنَّ، فلسن كأحدٍ من النساء، وهنَّ في الذروة من النساء ديناً، وخلقاً، وورعاً.

(حادثة أخرى) ومرة أخرى: 

ذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى العصر دار على نسائه يلاطفهنَّ، ويؤانسهنَّ بالمحادثة والمجالسة، وربما يطيل المكث عند بعضهن، فتأخذ الغيرة بنفوس البعض الآخر، فدخل ذات يوم عند السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها فمكث عندها، وشرب عسلاً، فتواطأت عائشة وحفصة رضي الله عنهما: أن أيتنا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل له: اني أجد منك ريح مغافير - جمع مغفور بضم الميم: وهو صمغ حلو له رائحة كريهة، وينضحه شجر يسمى: العُرفُط بضم العين والفاء ـ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الرائحــة الخبيئة، فدخل على حفصة فقالت له ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: ( بل شربتُ عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعودَ إليه، وقد حلفتُ، فلا تخبري بذلك أحداً)، رواه البخاري ومسلم ولكنها لم تفِ بما أوصاها به، وأخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها.

وفي رواية عند الإمام مسلم في صحيحه أنَّ التي شرب عندها العسل حفصة، وأنَّ اللاتي تظاهرن عليه عائشة وسودة وصفية رضي الله عنهم، وأنَّه صلى الله عليه وسلم لما أخبرهنَّ بشرب العسل عند حفصة قالت كل واحدة منهن: جرست نحلة العرفط وإنه لما عرضت عليه حفصة أن تسقيه عسلاً مرة أخرى امتنع وقال: (لا حاجة لي به) والأول هو الأصح، لأنه الأليق بسياق آية التحريم، ولما في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنَّ المتظاهرتين هما عائشة، وحفصة وقد كانت هذه المؤامرة سبباً في اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهراً أيضاً. 

وفي الصحيحين أنَّ عُمر رضي الله عنه لما أخبره جاره الأنصاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه قال: (رغم أنف حفصة، وعائشة) وذهب إلى عائشة رضي الله عنها فذكَّرها وحذَّرها، ثم ذهب إلى ابنته فوبَّخها وعنَّفها، وقال لها: (والله لقد علمتِ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك) فبكت أشد البكاء.

ثم قصد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرقى إليها بدرج، وعلى الباب غلام اسمه: رباح، فقال، يا رباح استأذن لي على رسول الله، فلم يأت رباح بجواب، فرفع صوته، وقال: استأذن لي على رسول الله، فإني أظنُّ أن رسول الله ظنَّ أني جئتُ من أجل حفصة، والله لو أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها، لأضربنَّ عُنقها! فأشار إليه الغلام: أن أذن لك، فدخل على رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وما زال يلاطفه حتى تبسَّم، ثم نظر عمر، فوجد رسول الله علي حصير قد أثَّر في جنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وفيها قرظ مجموع، وأهب معلَّقة، وفرق من شعير فبكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك يا عمر)؟! فذكر كسرى وقيصر، وما هما فيه، وما رأى في المشربة، فقال له صلى الله عليه وسلم: (يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة؟!! أولئك قوم قد عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا) وهكذا تكون العظمة النفسيَّة، وهكذا يكون الزهد: زهد القادر، لا زهد العاجز، وقد عرض عليه ربُّه أن يجعل له بطحاء مكة ذهباً فأبى، فلما انقضى الشهر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل اللهُ سبحانه ـ مُعاتباً نبيه عتاباً رقيقاً، ومخوفاً، ومحذراً نساءه أن يعاودن مثل هذا، قوله: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {التَّحريم:1} إلى قوله تعالى [عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا] {التَّحريم:5} فكفَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه، وتاب نساؤه إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رضي الله عنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده مغضباً قال له: يا رسول الله ما يشقُّ عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهنَّ فإنَّ الله معك وملائكته، وجبريل، وميكال، وأنا، وأبو بكر، والمؤمنون معك... فنزلت الآية على هذا، وعُدَّ هذا من موافقات سيدنا عمر رضي الله عنه. 

وذكر النَّسائي، وابن جرير، وابن مردويه وغيرهم أن نزول صدر سورة التحريم كان بسبب تحريم السيدة مارية القبطية، ذلك أنَّ حفصة كانت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة أبيها فأذن لها، فأرسل إلى جاريته مارية، وباشرها في يوم حفصة، وعلى فراشها، فلما عادت، وعلمت بما كان صارت تبكي، وتقول: أما رأيت لي حرمة؟! ما كنت تصنع هذا بامرأة من نسائك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليست جاريتي أحلَّها الله إلي)؟! ثم ترضَّاها بأنَّها حرام عليه، وبأنَّ الصديق، وأباها يتوليان الخلافة بعده، وقال: (لا تخبري بذلك أحداً) فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت حفصة لعائشة: (ألا أبشرك أنَّ رسول الله قد حرم أمَتَه عليه، وقد أراحنا الله منها، وأخبرتها بما سيكون من شأن الخلافة، فلما علم رسول الله بما أفشته من سرٍّ غضب، واعتزل نساءه شهرا، ثم أنزل الله قوله: (يا أيها النبي.. ) الآيات.

والراجح ما في الصحيح، وأن ذلك كان بسبب تحريم العسل، وإن كان سياق الآيات أليق بمسألة تحريم مارية رضي الله عنها، ويمكن أن تكون الآيات قد نزلت بسبب تحريم العسل، وتحريم ماريَّة رضي الله عنها، فقد يكون سبب النزول حادثتين أو أكثر كما هو مقرَّر في علم أسباب النزول.

هذه هي أهم الأحداث التي عكَّرت صفو حياة النبي صلى الله عليه وسلم الزوجيَّة، وقد كانت أسباباً لتشريعات حكيمة في قرآن يتلى إلى يوم الدين، وفيما عدا ذلك كنَّ مؤمنات قانتات، تائبات، عابدات، صوَّامات، وكنَّ خير مُعينات له على طاعة ربه، وتأدية رسالته، كما كنَّ مصابيح إشعاع، وهداية وعلم، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، رضي الله عنهن، فهل سمعت بحياة زوجية تسامي هذه الحياة؟ 

(وبعد)

فليكن لنا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجيَّة أسوة حسنة، ولنغلِّب جانب العفو والتسامح، والحب في حياتنا الزوجية على جانب البغض، والمشاحنات والمخاصمات، وليكن لكنَّ ـ أيتها الزوجات ــ مثلاً ـ يحتذى في حياة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاهدتهنَّ لنفوسهنَّ، والنزول على ما يريد أزواجكنَّ ما دام رائدهم الخير، والحق، والمصلحة، والوفاق، والوئام. 

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. 

المصدر: (مجلة الوعي الإسلامي، ربيع الأول 1395 - العدد 123).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين