بـكـمــا لـبســتُ

 

بدا لي أن هذه الخواطر دارت في خلد الدكتور معاذ الغدير، حين حفظ ولداه الألمعيان سعد وعمر القرآن الكريم كاملاً.

 

بكُما لبستُ من الوقار التاجا(1)=فغدا على رأسي سناً وهّاجا

أرقى به فأرى الجنانَ خوالصاً=وأرى الفراديس العلا أدراجا

فوق الخيالِ وفوق ظنٍّ جامحٍ=فيها المنى قد جئنني أفواجا

هي غرُّ آمالي التي عُلِّقتها=والسعدُ يهمي صيِّباً ثجّاجا

فكأنّ أجنحةَ الحفاوةِ والرضا=قد صرن لي في رحلتي معراجا

ما حاجتي من بعدِ هذا كلِّه=أن أملك الأعلاق(2) والديباجا

وأنا الذي حازَ الرغابَ جميعها=لم تُبقِ لي طلباً أريدُ وحاجا(3)

والله جلّ جلاله قد حفّني=بالحافظين كرامةً وسراجا

وأنا الشكورُ لخالقي آلاءَه=إذ كُنَّ لي الإسعادَ والإبهاجا

                              ***

يا حافظان أبوكما من حاطني=بالفضل منه مروءةً وسياجا

لم ألقَ منه سوى النبالة والهدى=وعرفته المسماح لا اللجّاجا

يهدي إليّ الودَّ عذباً سائغاً=إنْ يهده المتكلِّفون أُجاجا(4)

كُونا له ما كان لي تستمطِرا=عونَ الإله وفضلَه أمواجا

أمّا أنا فأريدُ منكم دعوة=في الأمنِ نُعْمى والبلاءِ رتاجا(5)

وهديّتي ووصيّتي أنْ تجعلا=ما عشتما قرآنكم منهاجا

                                  ***

(1) يلبس والدا من يحفظ القرآن الكريم في الجنة تاج الوقار، إجلالاً وشكراً.

(2) الأعلاق: جمع علق، وهو النفيس من الأشياء.

(3) حاج: جمع حاجة. (4) الأجاج: المُرُّ اللاذع. (5) الرتاج: الباب الكبير.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين