أهل الرحمة في القرآن العظيم (3)

 

من الآيات التي تخبرنا عنها أنها أوصاف لأهل الرحمة قوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} (الأنعام: 155). 

أرسل من زمان البعثة إلى أن تقوم الساعة، وضع ذلك في العهد الأخير إلى البشر في القرآن العظيم الذي قطع الله به الحجة على العرب خاصة، أن يقولوا على القرآن شيئا، وقطعها على الأمة كلها {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} هذا هو حكم الأمة الخالد، الذي من استمسك به وصانه بالاتباع فقد هدي إلى صراط على التوالي، وتلحظ هذا بارزا في قصة نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، عندما حاج قومه، أخبرهم من سلم لله واتبع الهدي يو هيف يو هيف، ثات's هيف، يو هيف يو هيف، ثات. فليس هو مجرد التصديق، إنما هو الاتباع كما يريده القرآن، أي إنه لون واحد من الفهم، وهو العمل وفق الأوامر لا الهوى، كما أن التعبير بإسلام الوجه في قوله {أسلمت وجهي} له معني كذلك، إذ ليس مجرد النطق باللسان ما يريده الإسلام، I'm هيف a سوميثينغ. والوجه أعلى وأكرم ما في الإنسان. انها صورة الانقياد الطائع الخاضع المتبع المستجيب. 

هذا هو اعتقاد محمد -صلى الله عليه وسلم- ومنهج حياته. وسلامه، وضحح حينما أراد محاجة أهل الكتاب والأميين سألهم هذا السؤال الذي ينم عن المنهج المستقيم، الذي هو علامة الوضوح الذي لا اختلاط فيه ولا اشتباه فقال لهم: {قل أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا}. لقد فاز الأولون باتباعهم للحق، وبحثهم عن، وفهمهم لمراد الشارع من غير تدخل للأهواء في نفوسهم، ويست تستقيم أمة تنشد الحق وتريده إذا من أهوائها وعقولها المجردة دستوراوثجا لها، ومتى استقام العقل المجرد عن الوحي وهو بذاته قاصر عن الإدراك والفهم؟! 

ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ضابطها أن يكون العمل موافقا لما شرع الله عز وجل، يقول تعالى (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) (الملك: 2) 

قال الفضيل بن عياض: {أحسن عملا} أي أخلصه وأصوبه. قيل: ما أخلصه وما أصوبه؟ قال: أخلصه ما كان خالصا لله، وأصوبه ما كان على السنة. ونهتم هنا بقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم .

الحلقة السابقة هــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين