الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات والصلاة والسلام على  الرحمة المهداة والنعمة المسداة ،معلم الناس الخير محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد:

 

فإن من نعمة الله على العبد أن يوفقه لعمل صالح، وإن من أعظم الأعمال الصالحة عند الله تعالى القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى التي هي مهمة الأنبياء والمرسلين فالأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر، وقد أخذ الله العهد والميثاق على أهل العلم أن يبلغوا الحق للناس ولايكتمونه قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) 

 

إخوة الإيمان في كل مكان : 

لا يخفى على أحد ما نشهده من صراع عنيف بين الحق والباطل، فأهل الباطل يسرحون ويمرحون ويبذلون أموالهم وكل الوسائل  المتاحة لديهم للصد عن سبيل الله تعالى وللحيلولة دون وصول أهل الحق إلى مركز السيادة والقرار  كل ذلك يجعلنا معشر -طلاب العلم - أمام مسؤولية ضخمة وكبيرة ، ومن هذا المنطلق رأينا من واجبنا أن نستحث همم إخوتنا من أهل العلم حيثما كانوا سواء في داخل سورية أو خارجها أن يقدموا ما بوسعهم من خدمة لإخوتهم المظلومين والمستضعفين في الأرض، إن في مجال الدعوة، أو التعليم، أو الإغاثة، أو غير ذلك من المجالات التي يحتاجها المجتمع، فهذه فريضة الوقت التي لا يسع مسلم تأخيرها..، وإنَّ نفع المسلمين وخدمتهم ونصرة مظلومهم والأخذ على يد الظالم هي أنفع الأعمال عند الله تعالى. 

 

وحري بنا في ظلِّ هذه الظروف أن نعمل قدر إمكاننا بجهود جماعية، وأن لا يستقلَّ أحد جهده مهما قلَّ فالله يبارك في القليل، فالمحنة طالت وعظمت.. وكل ذلك بلا شك لحكم جليلة يريدها الله سبحانه جلَّ في علاه، ولا بد للصبح أن ينجلي، ولا بد لقيد الطغاة أن ينكسر. 

 

ويسرنا أن نقدم موقع الرابطة بحلته الجديدة، بعد أن مضى على الموقع القديم أكثر من 4 سنوات، وذلك تسهيلا على القارئ الكريم.. ونحمد الله تعالى أن وفقنا للاستفادة من أخينا الفاضل الشيخ /مجد مكي  حفظه الله ورعاه حيث أعطى هذا الموقع من وقته وجهده وعلمه الشيء الكثير، ويساعده إخوة كرام  من أهل العلم والفضل، فجزاهم الله خير الجزاء وبارك بجهودهم وعلمهم.

 

وإننا إذ نشكر كل من أثرى  الموقع بأبحاثه وكتاباته نتوجه إلى إخوتنا من أهل العلم والفضل آملين آن يتحفوا الموقع بكلماتهم وتوجيهاتهم وملاحظاتهم فكل على ثغرة، وأذكركم في هذا المقام بقول التابعي الجليل الحسن البصري رحمه الله: (يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم الشهداء) وما ذاك إلا لأن العلماء الربانيين هم الذين يسددون ويوجهون ويربون المجاهدين ولهذا سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ورثة الأنبياء). 

 

اللهم انصر المسلمين في كل أنحاء الأرض وفي سورية ، اللهم قَوِّ شوكتهم، ووحِّد صفَّهم، واقذف الرعب في قلوب أعدائهم.. اللهم إنا نسألك السداد والتوفيق لما تحبه وترضاه إنك سميع مجيب. 

 

د. محمد ياسر المسدي 

الأمين العام لرابطة العلماء السوريين

7/محرم/1435هـ